الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
{ ما من ليلة يُهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو}
هكذا كان أبو سليمان خالد بن الوليد سيف الله المسلول ...
هكذا كان يفكر .. وهكذا كان يتمنى .. وبهذه الهمة العالية والنفس الوثابة عاش أبو سليمان حياته .. وهكذا مات , عليه رضوان الله ورحمته ... كان الجهاد في سبيل الله يسري في عروقه ويجري في دمائه ... يبيت معه حيث بات . يسير معه حيث يمّم .. حتى أذل بإذن الله كسرى وقيصر , وأرتفع صوت الحق مدوياً فوق أنهار العراق وجنان الشام
فلله دره من بطل مغوار وقائد عظيم.. ولما توفي بكى عليه عمر رضي الله عنة وحزن .. فعلى مثله من الأبطال تحزن القلوب وتسكب العبرات وإنا لله وإنا إليه راجعون .
إن هذا الدين ما كان لينتشر لولا أن الله قيض له رجالاً يبذلون في سبيله الغالي والنفيس , ويؤثرون العناء والتعب والمشقة في سبيل الله على الراحة والدعة والكسل , ( كلما سمعوا هيعة أو فزعة طاروا إليها يبتغون القتل أو الموت مظانه) كما صورهم النبي صلى الله علية وسلم .. بل يجدون أعظم اللذة وأكبر النعيم وغاية الأُنس في مكابدة المشاق وتحمل الصعاب في سبيل الله
قال صلى علية وسلم ( الجهاد باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم ) وقال كما في الصحيح ( واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
الشهيد أســـــــــــــــــد الثغور
القائد/ حسن ابراهيم القطراوى .. أبا مسلمة
وأن من هؤلاء الأبطال والأفذاذ من الرجال : الأخ الحبيب المجاهد القائد الشهيد أسد المواجهات
::: حسن ابراهيم القطراوى:::
رحمه الله ورفع درجته وأسكنه الفردوس الأعلى بمنه وكرمه , قد كان من هؤلاء الصادقين – والرجال المخلصين....
نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد
جاهد بنفسه وماله , بل كان حب الجهاد يجري في عروقه , فمنذ أن بلغ الحلم وقلبه متعلق بأخبار المجاهدين وساحات الجهاد ولم يقّر له قرار حتى التحق بركب المجاهدين مع اخوانه الأطهار ..
فلله كم ليلة سهرها ؟ وكم من أيام قضاها في ساحات الوغى , وكم من صاحب له أدخله قبره وعينه تذرف والقلب صابر ؟!
لا تكاد الابتسامة تفارق محياه , لين الجانب , حسن المعشر , كثير البشاشة ... إلا أن في قلبه من الشوق إلى الجهاد مالا يعلمه إلا الله فيجتهد في إخفائه ومكابدته ومع ذلك يظهر أحياناً فلا يستطيع كتمانه , وكم كان يعتصر قلبه حين يتذكر إخوانه وخلانه الذين فارقهم على أرض الكرامة وودعهم بالعبرات لا بالكلمات.
يقول احد السلف والله اننا لنرى رجالا نحبهم في الله فنزداد ثباتا وإيمانا برؤيتهم أيام ، واخونا ابو مسلمة رحمه الله من اولئك الرجال ولا نزكي على الله احدا تعلو محياه ابتسامة عفويه ونور وجه له اشراقة مميزه.
تتعجب من أخلاقه الفاضلة وسمته العالية ووقاره العجيب وهيبته التي وضعها الله فيه إذا رأيته ترى نور الطاعة يخرج من وجهه بلا مبالغة.
عرفناك يا حسن صاحب ابتسامة وصاحب قلب طيب ,تختلج في صدرك هموم الأمة..... وتنحصر بين جنبيك آهات الثكالى وأنات المضطهدين..... عاهدت الله على الجهاد والاستشهاد ..... هاجرت بدينك وفكرك وطموحك بعيدا عن أوحال الحياة الفانية, عرفناك صاحب ذكاء خارق وسرعة بديهة ,عرفناك يا حسن شابا مجدا مجتهدا ..
عرفناك ياحسن وأنت تنهل من ينابيع العلم تحاول أن تطور أساليب الجهاد والمقاومة , عرفناك يا حسن وأنت تريد لهذه الأمة الرفعة والتقدم في كل الميادين , فلله درك يا أبا مسلمة .
عرفناك وأنت تؤم للصلاة بصوتك الشجي والجميل. عرفناك بذكائك الخارق وسرعة بديهتك .
لقد بكاك كل من عرفك , كل من تعامل معك , بكاك الصخر والحجر , بكاك الحصى في الأرض ياحسن .
لئن حزنت قلوبنا وذرفت عيوننا على فراقك يا حسن فإنا والله قد فرحنا لك أن رزقك تلك الخاتمة , و إنا لنحمد الله أن شرفك بتلك الشهادة ونرغب إلى الله ونسأله سؤال الملحين أن يتقبلك في الشهداء ,وأن يبلغك أعلى منازلهم وأن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى .. لئن نسي الناس موتاهم , فما نحن – يا حسن – لك من الناسين , كيف ونحن نقرأ قول ربنا الكريم (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرُون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ...))الآية .
اللهم إنا نسألك ونتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تتقبل شهيدك حسن وترفع درجته اللهم إنه كان محباً لأوليائك مبغضاً لأعدائك فتقبله في الصالحين وبلغه أعلى منازل الشهداء واجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعةً في درجاته , واجمعنا به وأحبابنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين يا أرحم الراحمين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رحمك الله أخي الغالي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.
فالى جنات الخلد يا حسن مع الصديقين والشهداء.
10-1-2010
أخوك السائر على دربك باذن الله
أبو مسلمة
اترك بصمتك بالدعاء للشهيد وجميع الشهداء ..