إن أمن الأفراد مرتبط ارتباط لا يقبل القسمة أو التجزئة عن أمن الوطن ومتى ما تحقق أمن الفرد تحقق أمن المجتمع ، فالفرد هو أول لبنة من لبنات بناء أي مجتمع وهو الركيزة الأساسية لقيام أي وطن فلا أوطان تقوم بدون أفراد ولا مجتمع ينهض من غير أفراد ينهضون به .
إن تحقيق الأمن مسؤولية مشتركة بين الفرد والدولة ، وهو موصول أيضا بقيمتين رئيسيتين هما ( الحرية والعدل) فلا أمن لمن لا حرية له ولا أمن لمن لا يشمله العدل ، كما إنه من البديهي أن لا يوجد سلم أهلي لمجتمع لا يسوده مناخ التسامح الفكري والثقافي وليس فيه احترام التعددية وضمان حقوق الإنسان وسيادة العدالة وتجاوز النظرة الأحادية للأشياء والانفتاح والتحاور مع كل شرائح المجتمع والإلتقاء معها على مائدة حوار لخدمة المجتمع من منظور ٍ متعدد يراعي جميع الوان الطيف وطبقاته .
أن مفهوم الأمن واسع جدا بل هو أوسع من صدر الأمم المتحدة ومن رحابة جامعة الدول العربية فالأمن يضم في معانيه الكثير من المفاهيم التي تصب كلها في حماية الفرد من مخاطر حياته اليومية ، ومن هذه المخاطر خطر الجوع مثلا والمرض والبطالة والجريمة والمعارك والقمع والظلم والتسلط وعدم المساواة .. الخ كما أن الأمن ينقسم إلى اقسام عديدة فهناك ما يعرف بالأمن السياسي والأمن الثقافي والأمن الغذائي والوقائي والأمن الديني والأمن التجاري والاقتصادي والأمن القومي فالأمن ليس مقصورا على جانب واحد فقط من حياة الإنسان بل هو يشمل جميع جوانب حياته .