كـم مـرة
مرضت فيها فشفاك, ونزلت بك نازلة فنجاك, وألم بك الجوع و العطش فأطعمك و
سقاك, وابتلاك بالمصائب ليغفر لك الذنوب, وقصدك بالبلايا ليمحو الخطايا, أنعم
عليك بالإسلام وملايين البشر في بحار الكفر غارقون, و أفاض عليك بنعم
السمع و البصر و الفؤاد والمحرومون كثيرون
تبارزه بالمعاصي و يحبك, و تعصيه و يغفر لك, و تهتك ستر الله عليك و يوالي
استاره عليك, تسيء فيُحسن, و تذنب فينعم, و تقطعه فيصلك
لا يمنعه إساءة لسانك بالكذب أن يحرمك نعمة الكلام
ولا إساءة بالنظر إلي الحرام إلي أن يحرمك نعمة الإبصار
و لا إساءة الأذن بالاستماع إلي المحرم و الفحش من القول إلي إصابتك بالصم.
أنعم عليك بنِعم تعرفها و نِعم لا تعرفها , نِعم تشعر بها و لا تحس بها , نِعم أورثك
اعتياد رؤيتها نسيان شكرها , فلا تعرف ثمنها إلا بفقدها.
الله
دافع عنك قبل وجودك فقال مدافعا عن خلقك : (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )
و استكثر قليل عملك فقال : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)
و اعتذر لك عن زلة أبيك و امك فقال: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ)
و غطى قبيح فعلك برداء (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)
و اربحك في معاملته فقال: (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)
و من دافع عنك و أنت مفقود لا يخذلك و أنت موجود , و كما قَدَّمَك على سائر
المخلوقات فَقَدِّمه في قلبك على سائر المطلوبات.