فقهاء: تكرار جلوس الخاطب مع عروسه جائز شرعاً
أحمد بن علي (جدة)
انتقد عدد من العلماء والفقهاء العادات والتقاليد التي تمنع ما نص به
الشرع لاسيما في مسألة جلوس الخاطب مع المخطوبة في ظل تحقق الشروط الشرعية
لذلك، وأكدوا بأن ذلك ينعكس إيجاباً على حياة الزوجين مستقبلاً في إشارة
إلى أن ذلك يقلل من حالات الطلاق. في البداية انتقد الشيخ الدكتور محمد بن
يحيى النجيمي «أستاذ الفقه بجامعة الأمير نايف للعلوم الامنية» العادات
والتقاليد التي تمنع ما يجيزه الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن بعض الأسر
تمنع جلوس الخاطب مع مخطوبته والنظر إليها على عكس ما جاء به الإسلام.
وبين أن الدين الإسلامي حث على الجلوس مع المخطوبة والنظر إليها حتى يكون
هناك نوع من التفاهم يكون حائلا عن الفشل. وقال د. النجيمي: لدينا تقاليد
وعادات في مجتمعنا ولكن ديننا يجب أن يكون فوق هذه العادات والتقاليد حيث
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم من حق الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته ومن حق
المخطوبة أن تنظر إلى خطيبها، لأنه بناء على ذلك يقرر أو تقرر هل يقبل كل
منهما بالآخر. ونبه إلى شرط وهو حضور المحرم كالأب، والأخ، والعم، أو
الخال بالنسبة لها هي، بوجود المحرم ينبغي أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته وهي
كذلك.. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لينظر ما يدعوه إلى نكاحها»
أحد الصحابة أبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أنه تزوج قال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنظرت إليها قال: لا قال: «قم فانظر إليها فإن في أعين
الأنصار شيئاً» قال العلماء إن نساء الأنصار فيهن حول.. فعليه أن ينظر حتى
يقدم أو لا يقدم.. وهناك حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنظر إليها لعل الله أن يؤدم بينكما».
لا بأس
من جهته أكد الشيخ
عبدالله الفقيه «مشرف مركز الفتوى» بأن المخطوبة أجنبية من الخاطب، فإذا
كان هناك حاجة للجلوس معها وكانت الخطيبة محتشمة ووجد معها محرم فلا حرج
لخاطبها أن يجلس معها. لقوله صلى الله عليه وسلم: «ولا يخلون رجل بامرأة
إلا مع ذي محرم» متفق عليه وقال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر
منها).
إزالة الخلوة
فيما اعتبر الشيخ محمد صالح المنجد جلوس
المخطوبة مع الخاطب لفترة تكفي لأن يحكم الطرفان صحيح ومشروع شريطة أن
يكون بحضور من تزول الخلوة به مع حجاب كحجاب الصلاة، وإن كان غير هذا
فالحذر الحذر.
أجنبيان عن بعضهما
أما الدكتور عبدالوهاب بن ناصر
الطريري «عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً»
فقال: الخطيبان قبل عقد النكاح أجنبيان عن بعضهما لا يجوز بينهما إلا ما
يجوز بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، ولذا فله أن يكلمها بدون خضوع في
القول، ولا فحش ولا تفحش، ولهما أن يتحدثا في مستقبل أمرهما ونحو ذلك
بالقدر المحتاج إليه، وله أن يراها الرؤية الشرعية التي يترتب عليها
القبول والرغبة أو عدمها وليس له بعد ذلك الخلوة بها، ولا التعامل معها
بأي نوع من أنواع المتعة الجسدية، ولا الحديث الخاص بين الزوجين ونحو ذلك.
وأضاف: لكن يراعى في ذلك أن تكون متحجبة حجاباً كاملاً لأنها أجنبية عنه
ما دام لم يعقد عليها، وأن يكون ذلك في حضور بعض محارمها بحيث لا تحصل
بينهما خلوة محرمة، وإذا لم يتيسر ذلك فيمكنه محادثتها بالهاتف مع مراعاة
عدم الخضوع في القول والاقتصار في الكلام على ما تدعو الحاجة إليه.
ضوابط وشروط
وحول تكرار الجلوس مع المخطوبة بوجود محرم أكد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله
العجلان «المدرس بالحرم المكي الشريف» أنه يجوز تكرار الجلوس إذا كانت
ساترة لجميع بدنها، ولم يكن هناك خلوة، أمّا إذا أظهرت شيئاً من بدنها، أو
خلا بها فيحرم، لأنها لا تزال أجنبية مادام لم يحصل العقد، فإذا حصل العقد
فهي زوجته، ولو لم يعلن الزواج.
يذكر بأن الدراسات الاجتماعية تشير
الى أن واحدا من اهم أسباب الطلاق المنتشر حاليا هو عدم تعرف الزوجين على
بعضهما عن قرب الا بعد عقد القران مما يجعل فكرة التراجع عند كلا الطرفين
غير واردة ، لذا دعت الدراسات الى اعطاء فرصة للزوجين للتعرف على بعضهما
عن قرب فترة الخطوبة تحاشيا للطلاق.