--------------------------------------------------------------------------------
يرى كثير من المسؤولين والدبلوماسيين في الامم المتحدة ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش اتخذت موقفا معاديا للمنظمة الدولية لكن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ترى ان تعاون واشنطن مع المنظمة ازدهر في ولايته.
وبدأت العلاقات بين الولايات المتحدة والامم المتحدة تتأثر حين لم يساند مجلس الامن الدولي صراحة الغزو الامريكي للعراق عام 2003 واعلن كوفي عنان الامين العام السابق للمنظمة الدولية ان هذه الحرب غير قانونية.
ومنذ عام 2005-2006 كان السفير الأمريكي لدى الامم المتحدة جون بولتون من أشد منتقدي المنظمة الدولية. وقدم مسؤولون أمريكيون استفسارات متكررة للامم المتحدة عن أخطاء مزعومة في كوريا الشمالية واماكن اخرى.
كما حاولت واشنطن.. لكنها فشلت.. الاطاحة بمحمد البرادعي المدير العام للمنظمة الدولية للطاقة الذرية لاعتقادها ان موقفه لين مع إيران التي تشتبه دول غربية في سعيها لامتلاك اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران قائلة انها تحتاج التكنولوجيا النووية لتغطية احتياجاتها من الطاقة.
لكن رايس التي كانت مع بوش منذ البداية أولا كمستشارة للامن القومي ثم كوزيرة للخارجية قالت ان التعاون بين واشنطن والامم المتحدة ازدهر منذ تولي بوش الرئاسة عام 2001 .
وقالت رايس للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء "الولايات المتحدة تحت رئاسة بوش ربما استخدمت فعلا اليات ومجالس الامم المتحدة أكثر من اي وقت على الاطلاق."
وضربت مثلا على ذلك بتبني بوش لتمسك الامم المتحدة باحترام قرارات مجلس الامن فيما يتعلق بحقوق الإنسان و"الطغيان" في زيمبابوي وميانمار.
ومن بين الامثلة الاخرى ذلك التعاون النادر الذي حدث يوم الثلاثاء في الجهود المشتركة للولايات المتحدة وروسيا بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد ان اصطدمت الدولتان مرارا في الاشهر الاخيرة بسبب الغزو الروسي لجورجيا.
ووضعت موسكو وواشنطن مسودة قرار بشأن الشرق الاوسط لاول مرة منذ مايو ايار عام 2004 . وصدق مجلس الامن على القرار يوم الثلاثاء.
وأعلن القرار الذي أقر بأغلبية 14 صوتا ولم يصوت ضده أحد وامتنعت ليبيا عدو اسرائيل عن التصويت أن محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي تجرى بوساطة أمريكية "لا يمكن الغاؤها".
وقال مسؤولون أمريكيون إن الهدف من القرار هو الاقرار بأهداف المحادثات حول دولة فلسطينية التي بدأتها ادارة بوش في نوفمبر تشرين الثاني عام 2007 في أنابوليس بولاية ماريلاند.
وعالج نص القرار شكاوى الفلسطينيين والاسرائيليين بطريقة غير مباشرة بأن حث الطرفين على "الامتناع عن أي خطوات من شأنها تقويض الثقة أو الاضرار بنتائج المفاوضات."
وأعرب بان جي مون الامين العام للامم المتحدة عن تطلعه "لفترة شراكة جديدة" تحت رئاسة الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما في اشارة الى أمله في تخطي فترة العلاقات المضطربة بين المنظمة وادارة بوش.