أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ويلك ، قطعت
عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك ) . مرارا ، ثم قال : ( من كان منكم
مادحا أخاه لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، أحسبه كذا وكذا ، إن كان يعلم ذلك منه ) . الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2662
خلاصة الدرجة: [صحيح]
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
إن الأعمال بالنيات، وإن المدح إنما يكون لمستحقه، والمادح يجب أن
يتخلى عن الأغراض الشخصية والأهداف الدنيوية، وعليه أن يبين الأسباب
الدافعة له إلى المدح، فإن كانت صحيحة فهو مأجور لحسن مقصده، وإلا فهو آثم
سيما عند المبالغة، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب قيل: إنه على ظاهره، وقيل: المراد تسكيتهم وقطع كلامهم، وفي حديث آخر: أن رجلا مدح آخر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: ويحك! لقد قطعت عنق صاحبك، ثم قال: إن كان أحدكم مادحًا لا محالة فليقل: أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا وذلك أن المدح قد ينخدع به الممدوح، ويعتقد أن له مكانة فائقة على غيره، وعبر عنه بقطع العنق وهو القتل المعنوي. والله أعلم.
|
| عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |