تسلم ايدك أ. معاذ
اسمحلي بهذا الاضافه لموضوعك العصر الأول : (100ه- 127ه)
ولقد كان هذا العصر من الدعوة سرية ,حيث
كان الدعاة يجوبون البلاد الخراسانية بدعوى التجارة ومنها يوصلون الأخبار
إلى الكوفة ثم الحميمة .وفي سنة 105ه ,انظم إلى الدعاة بكير بن ماهان وهو
شيخ عظيم ومن كبار الدعوة وساعدهم بماله ,ولما توفي ميسرة قائم الكوفة عين
بكير مكانه ,وأصبح قائد الدعوة في الكوفة .
ولقد كشف والي خراسان أمرهم
فلحق بهم وأمر بقتلهم جميعا ونكل بهم ,ولقد كان هذا الوالي اسمه أسد بن
عبد الله ,وكان شديد وقاس ولذلك لم يكن أمر الدعوة في أيامه متطورة حتى
عزل عن خراسان سنة (109ه),وبعد وقوع هذه الحوادث توفي محمد بن علي إمام
الشيعة وخلف أمره إلى أخوه إبراهيم ,وتوفي بكير بن ماهان فتولى مكانه أبو
سلمة الخلال .
وفي إثناء هذا الوقت اتصل بإبراهيم شاب ذو مقدرة وعزيمة
كبيرتين وهو أبو مسلم الخراساني ,ولقد قبله إبراهيم لما فيه من النبوغ
والنجابة وولاه على أمر خراسان وأمرهم بطاعته ,أمره بعدة أشياء ومنها قتل
أي شخص يشك فيه أو يشتبه به,وأمره بطاعة سليمان بن كثير,وذهب أبو مسلم وحل
بخراسان سنة 128ه ,ونزل أبو مسلم بمرو ,واخذ يجمع الناس والأنصار وجعل
شعارهم السواد ,واجتمع حوله نفر كبير من الناس ,حتى تم له أمر كامل خراسان
ولقد كان كل هذا والدولة الأموية لا تدري لمن تدعو هذه الدعوة من آل البيت
ولم يكن يعلم ذلك احد إلا الدعاة والنقباء حتى العامة لا يعلمون من من أهل
البيت ,حتى وقعت في يد مروان بن محمد رسالة من إبراهيم إلى أبو مسلم يأمر
فيها بقتل من هو يتكلم العربية فابلغ الخليفة بذلك وسجن إبراهيم وأمر
إبراهيم أن يخلفه أخوه العباس في أمر الدعوة وبقي بالسجن حتى مات.
أسباب نجاح الدعوة العباسية
* الدعوة المستمرة والمنظمة التي استمرت ما يقارب ثلاثين سنة على أيدي دعاة مدربين.
* كثرة الجيوش العباسية واندفاعها لاكتساح القوات الأموية
* القيادة الحكيمة التي استطاعت تنظيم أنصار الدعوة العباسية وتسليحهم وتوجيههم إلى ميادين القتال المختلفة
* تمزق صفوف الجيوش الأموية بسبب العصبية القبلية
* نجاح العباسيين في جذب مجموعة من القادة الأكفاء أمثال أبو مسلم الخراساني وأبو مسلمة الخلال.
وبعد وفاة إبراهيم الإمام انتقلت الأسرة العباسية إلى الكوفة سرا وأقاموا
عند أبو مسلمة الخلال أربعين يوما حتى تهيأت الظروف لمبايعة أول خليفة
عباسي وهو عبد الله بن محمد (أبو العباس السفاح).
النتائج التي ترتبت على انتقال الحكم الى بني العباس
* نقل العاصمة من الشام إلى العراق وانتصار أهل العراق على أهل الشام بعد صراع دام أكثر من قرنين.
* انتقال النشاط التجاري إلى العراق وربط التجارة البرية ببغداد والبحرية بالبصرة.
* قيام صراع بين أشراف العرب وأشراف الموالي من الفرس على نيل مناصب الدولة ,وإيثار الموالي بهذه المناصب.
* اشتداد مقاومة الناقمين من العلويين من الخوارج وتوالي ثوراتهم على الحكم العباسي.