لم يكن رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف يعلم حجم الغضب الذى سيكون فى انتظاره
فى العريش ما أجبره على مغادرتها بعد 5 دقائق من بدء زيارته للمدينة بعد
توصيات من حرسه الخاص بسبب تصاعد غضب المواطنين لدى رؤيته داخل مدرسة عباس
صالح التى اتخذتها السلطات كمأوى عاجل للأسر المتضررة.
وقلل نظيف
أمس الأول من حجم الدمار، قائلا: إنه ليست هناك حاجة لإعلان الأماكن
المتضررة مناطق منكوبة. وقام عشرات من رجال الأمن الذين يرتدون ملابس
مدنية بدفع المواطنين بعيدا عن الحافلة التى يستقلها رئيس الوزراء وتعالت
هتافات المواطنين قائلين «ارحمونا يرحمكم الله وانتو فين والمساعدات فين».
وزاد من غضب المواطنين انشغال معظم أجهزة المحافظة بالزيارة فى
وقت كان بقرب المنطقة التى يزورها نظيف مواطنون يحاولون إنقاذ 4 أطفال
سقطوا فى بالوعات الصرف، ولم يساعدهم أحد.
وتوجه نظيف فور وصوله
مطار العريش إلى ديوان عام محافظة شمال سيناء، حيث ترأس اجتماعا حضره
الوزراء المرافقون ومحافظ شمال سيناء مراد موافى استمر لساعة.
ووعد نظيف
قبيل مغادرته العريش بتوفير جميع الاحتياجات العاجلة والمطلوبة لمحافظة
شمال سيناء لعلاج آثار السيول وتسكين جميع المتضررين فورا وصرف إعانات
فورية لهم، وأكد أنه «تم وضع خطة متكاملة لتنمية شمال سيناء سياحيا
وعمرانيا وصناعيا وتحسين وتطوير حالة البنية الأساسية ورفع كفاءة المرافق
وتطوير الميناء والعمل على الحد من آثار وأضرار السيول”.
وشملت
الخسائر انهيار أربعة طرق هى الطريق الدولى «العريش ــ رفح» «وشارع الجيش
وطريق الموقف الجديد وشارع على بن أبى طالب والطريق الدائرى حول مدينة
العريش، بخسائر أولية تقدر بنحو 5.2 مليون جنيه.
ولازالت
الإحصاءات الرسمية بعدد القتلى والمفقودين غائبة وإن أشار الدكتور
عبدالرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة مساء أمس الأول إلى مقتل 4
وإصابة 41 آخرين، وارتفع العدد إلى 6 أشخاص بعد العثور على جثتين
إحداهما
لشرطى.
وفى جنوب سيناء أغلق مواطنون غاضبون الطريق الدولى المؤدى
إلى مدينة شرم الشيخ، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات، وأطلقوا أعيرة
نارية فى الهواء. وبعد أن فتحوا الطريق بعد تدخل شيوخ البدو، أغلقه آخرون
ورفضوا فتحه حتى مثول الجريدة للطبع.
من ناحية أخرى قرر الرئيس
حسنى مبارك رفع قيمة التعويضات للمنازل المتهدمة بشكل كامل جراء السيول فى
أسوان إلى 25 ألف جنيه بدلا من 15 ألف جنيه على أن تتدرج قيمة التعويض
لبقية المنازل المتهدمة بشكل جزئى حسب درجة التلف. وتغير الحال فى أسوان
بعد زيارة الرئيس إذ كان الأهالى يشتكون من سوء المعاملة وتأخر وصول
المساعدات وربطها بتقديم بطاقاتهم الشخصية لكن مع وصول مبارك تغير الحال
نسبيا.
نقلا عن الشروق المصرية