إرم ذات العماد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا وجدت موضوع عجبنى وهو دراسة عن -المدينة التى لم يخلق مثلها فى البلاد -(ارم ذات العماد)
هبدأ ان شاء الله بالمقدمة
ولو لقيت ان شاء الله الموضوع عجبكم هجيب لكم الموضوع كله

بعـد التحيـة والسـلام ،،

● مقدمـة :

( إرم ذات العماد ) .. أو ليكن ( عاد إرم ) .. وصفها القرآن الكريم بأنها ( لم يخلق مثلها في البلاد
) .. فهي كما قيل أول حضارة تقوم بعد الطوفان .. وأول من أفنت عن بكرة
أبيها .. فلم يبقى لقومها أي أثر .. فجميع قبائل عاد اندثرت ..
( سوى من نجو مع هود عليه السلام ) ولم تذكر على الإطلاق سوى في القرآن الكريم ..
فلا الإنجيل أو التوراة المزعومة ذكرتها ولا كتب العهد القديم ..

يقال بأن قومها كانوا أقوى من خلق الله من البشر .. وهناك من العلماء ..
بل من كبار العلماء من وصف طولهم بأنه يفوق الخمسمائة ذراع !! .. وقيل
بأنه لزم قوم عاد ( ثلاثمائة سنة ) ليشيدوا ( ذات العماد ) .. فكانت أجمل
مدائن الدنيا ..

قصورها من الذهب والفضة .. وأساطينها من الزبرجد والياقوت .. وفيها أنواع
الشجر والأنهار الجارية ماليس بالدنيا بأسرها ..
قيل بأن مشيدها ( شداد بن عاد ) سمع بالجنة فأراد أن يعمل مثلها .. وهيهات له هيهات ..
( بيد أن لك (محاولة ) تصـور ماقد شيدوه .. والقرآن يقول عنهم
( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه) ..
وجميع المفسرين .. وصفوهم .. بالطبع بناءا على ما جاء عنهم من آيات
.. بالقوة الرهيبة .. حتى مكنهم الله من بناء لم تشهد الأرض مثيلا له .

أقول .. لك أن تتصور قوتهم وتطلق العنان لخيالك في مدينتهم .. سيما وهم
أرادوا بناءا يشبه الجنة ! .. لا شك إنه بناء به من العظمة والجمال ما لا
يمكن تصوره .. وسبق أن قرأت في أحد التفاسير ( بحثت عنه جاهدا ولم أجده )
.. لكني لم أنسى أني قرأت أن الحكمة من تعذيبهم ( بالريح ) هو خزيا وذلا
لهم لهذا قال تعالى ( لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا
) .. فكأنما الله يذلهم وبأن ما شيدتموه .. فيه من القوة ماليس لأحد قبلكم
ولا بعدكم .. ولكن ( بالريح ) وهي أضعف ما قد يتصوره الإنسان أهلكهم الله
عن آخرهم ..!

وبعـد .. يشطح خيال أحدهم وتتمخض قريحـته عن كهوف هندية .. أصبحت من رموز
البوذية ومعابد الهندوس .. فينشـر مؤخـرا صـورا لها تحت إسم ( ذات العماد
) /! .. فتلقفتها أيادي بني منقـول .. ونشـرتها على نطـاق واسع .. لتساهم
بشكل كبيـر في تشويه الصورة الحقيقية لمدينة إرم وقبيلة عاد على حد سواء ..

على كل حال .. ( دائما ) ما تكثر الأقاويل حول الأشياء الغامضة .. وهذه
المدينة أو القبيلة ( إرم ) غاية في الغموض .. ليس وحسب إنها طمست عن بكرة
أبيها واندرست في رمال الربع الخالي أو ظفار .. بل أيضا لما ترمز له من
العظمة والجبروت مع أنها لم ترى قط .. ( وغالبا ) ماتدور الإشاعات حول حمى
الحقيقـة .. فالصور المزيفـة تحكي شيئا عن تلك الأزمان الغابرة وتشي بشيء
عن قوة قوم عاد وعن جمال المدينة الهندسي .. المدينـة التي أهلكها الله عن
آخرها بريحا عاتيـة قبل بعثـة الرسـول صلى الله عليـه وسلم بـ3000 إلى
4000 ألاف عام ( هي من القدم حتى كان العرب ينسبون كل قديم ضارب في عمق
التاريخ إلى عاد بقولهم عادي / كما في لسان العرب ) .. ولم يبقـى لها أثـر
( ليس على الإطـلاق ! ) غيـر ذكـرها في القـرآن الكريـم وبضعـة أحاديث
متفـرقة في التاريـخ الإنساني ...

قال تعـالى ( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )

لم يأتي ذكـر إرم ذات العمـاد في القرآن الكريـم إلا مرة واحـدة فقط وفي
الآية أعلاه في سـورة الفجـر .. بينما ورد ذكـر عاد وقومه في عشـرات
السـور القرآنية .. ويذكـر المفسـرون إن هنالك عادان ...

عاد الأولى .. وهي ما قبـل ( إرم ) ..
وعاد الأخـيرة .. وهي قبيلـة ( إرم بن عاد ) موضـع الحديث ..

وقيل بإن عاد الأولى هي ( إرم عاد ) التي قال عنها تعالى ( وأنه أهلك عادا الأولى ) ..
وعاد ما بعد إرم .. فلم تهلك عاد كلها بل نجوا مع هود عليه السلام ( وهو من عاد ) أفراد كثر .. قدر المفسرون عددهم بالآلاف ..

ومن عاد تتفـرع ثلاثـة عشر قبيلـة كحد أدنى كما يروى .. منها قبيلـة ( إرم)
حتى قيل بإن القبـائل كانت تنتسب إلى عاد .. لسطوتهـم وقوتهم آنذاك ..
وكان يقـال عاد إرم .. وعاد ثمـود .. وعاد جديس .. وعاد طسم .. وعاد أميم
وغيرها .. وكلها قبائل اندثرت .. واختلفوا في كهن إرم بينمـا أجمعـوا على
إن عاد هـي قبيلـة عربيـة من الأمم البائـدة يرجـع نسبها إلى سام بن نـوح .

أرجـو بهذه المشاركـة إسدال أو بالأحرى إزاحة شيئا من الستار عن القبيلـة
أو المدينة التي لم يخلق مثلها في البلاد ( إرم ذات العماد ) .. والمساهمة
بشيء وإن كان بسيط في تقديم مادة تضيف لك

... يتبــع

بجد موضوع مميز جدا
ومنتظرة بشغف اعرف التالي لهذا الجزء
صح لسانك وقلمك
شاااهي
إرم ذات العماد 59097

شكرااااااااااااااا
شاهندة
شكلك انتى بس اللى مهتمة بالموضوع

وان شاء الله قريب انزل الباقى

اقتباس :: شكرااااااااااااااا
شاهندة
شكلك انتى بس اللى مهتمة بالموضوع

وان شاء الله قريب انزل الباقى

ازاي تقولي كده .. انا شخصيا شغوف بالموضوعات دي ..

بس العتب ع النظر .. انا دخلت مرة مخصوص علشان ارد عليه ..

بس قعدت ادخل واطلع موضوعات تانية لحد ما تهت ونسيت انا داخل ليه ..!! إرم ذات العماد 693668

في انتظار باقي الدراسة باهتمام .. ولي عودة ان شاء الله

جميييييييييلة جدا المعلومات دي والموضوع كله
شــــــــــــــــاهي
تسلم ايدك وكنت عايز اضيف شوية معلومات
بس لقيتك بتقولي يتبع قلت يبقى هتجيب لنا كل
اللي احنا عايزينه في الموضوع بس نستنى
واحنا مستنيييييييييييييينك
تسلم ايدك بجد

اقتباس :: ازاي تقولي كده .. انا شخصيا شغوف بالموضوعات دي ..

بس العتب ع النظر .. انا دخلت مرة مخصوص علشان ارد عليه ..

وهذا ظنى بكم ايضا
شكرا
بشمهندس
واتمنى يكون الموضوع فيه اضافة لحضرتك

اقتباس :: تسلم ايدك وكنت عايز اضيف شوية معلومات
بس لقيتك بتقولي يتبع قلت يبقى هتجيب لنا كل
اللي احنا عايزينه في الموضوع بس نستنى

تسلم
بيبو
وان شاء الله انا هكمل
ولو فيه اى اضافة طبعا
برحب بيها

●عاد وإرم
حسنا .. ذكـر إبن إسحاق بإن عاد هو ( عاد بن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ) .. وذكر عنه أيضا بإنه هو ( عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح
) .. وقيل بإنه ( عاد بن أرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ) ومهما كان
من أب ( إن جاز التعبير ) .. إرم أو عوص أو حتى أرفخشد .. ما يهم هو أن
نسبه يرجع إلى سام بن نوح عليه السلام .. الذي يرجعون إليه جميع العرب ..
كما في الحديث الصحيح الذي رواه سمرة بن جندب ( سام أبو العرب ويافث أبو الروم وحام أبو الحبش ) .. ومنه ( أي سام ) أشتق لقب الساميـة .

إما ( إرم ) كما في محكم التنزيل ففيها ستة أقوال كما أوردها ابن العربي في أحكام القرآن ...
إختصارها قولين .. إما إن ( إرم ) إسم لجد عاد .. أو إسم قبيلة أو قرية من
عاد .. وعلى هذا النحـو يكون المقصود بآية الذكر الحكيم .. ألم ترى يا
محمد ( فالخطاب موجه له صلى الله عليه وسلم ) كيف فعل ربك بإرم عاد .. أي
قبيلة ( إرم ) من قوم عاد .

وإما أن تكون ( إرم ) بمعنى ( أرم ) أي هلك .. وعليه يكون المقصود بالآية
.. ألم ترى يا محمد كيف فعل ربك بعاد .. وكيف أهلك ذات العماد ( أرم ذات
العماد ) .. وذات العماد هي صفة بلادهم ذات الأعمدة .

وللقولين شواهد كثيرة .. من شواهد القول الأول هو نسب عاد .. سواء كان جده
إرم أو أبيه .. هو في كل الأحوال اسم يدعم القول الأول .. ومن المحتمل أن
يكون المقصود بالآية على هذا الأساس .. تحديد أي قبيلة أهلكها الله على
وجه الخصوص .. عاد ثمود أم عاد إرم أو غيرهما .. يدعم هذا الإحتمال قوله
تعالى ( وأنه أهلك عادا الأولى ) لاحظ ( الأولى ) وما تشير إليه من تحديد وما ذكروه المفسرون من إن هنالك عادان .. عاد إرم وعاد ما قبل إرم ...

ومن شواهد القول الثاني .. إن الله أهلك هذه القبيلة عن آخرها .. بسكانها ومبانيها وكل ما فيها .. كما قرأ الضحاك ( [ أرم ذات العماد ] أي أهلكهم فجعلهم رميما ) .. والعرب تقول أرم بنو فلان أي هلكوا جميعا كما قال أبن عباس .. ويصف الله الريح التي أهلك القوم بها بأنها ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) .. وبذلك يكون أرم / أهلك ( ذات العماد ) ..

أوردت هنا القولين وشواهدها ليس في معرض الترجيح .. فالله أعلم بالمقصود
بإرم على وجه الدقة .. مع إن الإمام الطبري في جامع البيان رجح بإنها اسم
قبيلة بناءا على ما قال به قتادة .. أوردت القولين من باب الإفادة
وسأذكرها تاليا ( أقصد إرم ) مجازا على إنها ( قبيلـة ) من عاد ...

يتبع ان شاء الله

● ما جاء في وصفهم :
وصفت هذه القبيلة بأن أفرادها طوال الأجسام .. بشكل مهول .. ففي رواية عطاء عن ابن عباس : ( كان الرجل منهم طوله خمسمائة ذراع .. والقصير منهم طوله ثلاثمائة ذراع ) .. وفي رواية أخرى ( كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراع ) .. والمقياس هنا بذراع أحدهم ! .. وفي تفسير الجلالين ( [ ذات العماد ] أي الطول .. كان طول الطويل منهم طوله اربعمائة ذراع ) .. وروي عن الكلبي .. ( إن أطولهم مائة وعشرين ذراعا وأقصرهم ثمانون ذراعا ) .. ونقل ابن عادل عن الكلبي والسدي ( كانت قامة الطويل منهم مائة ذراع .. وقامة القصير ستون ذراعا ) وفي رواية أخرى لإبن عباس ( أن طول واحدهم سبعين ذراعا ) .. وروي عن قتادة بإن ( طول واحدهم اثنا عشر ذراعا ) .. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : ( كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم .. وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة ) ...

ومهما يكن من أمر .. هم ولا شك كانوا طوالا .. لعدة اعتبارات .. أولها كما جاء في الحديث الصحيح ( خلق
الله آدم على صورته .. طوله ستون ذراعا .. فلما خلقه قال : اذهب فسلم على
أولئك .. نفر من الملائكة .. جلوس .. فاستمع ما يحيونك .. فإنها تحيتك
وتحية ذريتك .. فقال : السلام عليكم .. فقالوا : السلام عليك ورحمة الله
.. فزادوه : ورحمة الله .. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم .. فلم يزل
الخلق ينقص بعد حتى الآن ) .. وهم كانوا قريبن عهد بآدم عليه
السلام .. وكما قيل بإن ليس بين نوح وآدم عليه السلام سوى عشرة أباء فقط
.. وليس آخرها بإنهم ما بنوا ( ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )
.. وهم بأطوال عادية .

إما عن قوتهم فقد روي عن شهر بن حوشب عن ابي هريرة : ( كان واحدهم يتخذ المصراع < جانب الباب > من حجارة لو أجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمه ما أقلوه ) ! .. وفي رواية أخرى في زوائد الزهد أخرج عبد الله بن أحمد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : ( إنه
كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من
هذه الأمة لم يستطيعوا أن ينقلوه وإنه كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض
فتدخل فيها ) .. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : ( كان عين الرجل ليفرخ فيها السباع وكذلك مناخرهم ) !.. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال : ( كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل ) .. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس قال : ( كان الرجل في خلقه ثمانون باعا .. وكانت البرة فيهم ككلية البقر .. والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر ) ! .. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن هزين بن حمزة قال : ( سأل
النبي صلى الله عليه و سلم ربه أن يريه رجلا من قوم عاد فكشف الله له عن
الغطاء فإذا رأسه بالمدينة ورجلاه بذي الحليفة أربعة أميال طوله ) .. / ورد ذكر للحديث في الدر المنثور / .. هذا وقد قال عنهم جل جلاله ( وزادكم في الخلق بسطة ) فسرها الجلالين ( بقوة وطولا ) .. وفي تفسير ابن كثير ( أي زاد طولكم على الناس بسطة أي جعلكم أطول من أبناء جنسكم ) .. وفي ايسر التفاسير لأسعد حومد ( أكرمكم الله فزاد في أجسامكم بسطة طولا وقوة ) .. وفي تفسير الرازي مبحث رائع في هذه الآية .. طويل نسبيا .. وأنا أحاول الاختصار قدر الإمكان ..

عموما ووصفهم تعالى بقوله ( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة ) ورد في ايسر التفاسير ( وقد
مكنا لقوم عاد في الدنيا فيما لم نمكنكم فيه .. وأعطيناهم ما لم نعطكم
مثله .. ولا قريبا منه .. من الأموال الكثيرة والأولاد .. وبسطة الأجسام
.. وقوة الأبدان ) ..

والخلاصة بإن الله قد وهب قوم عاد من القوة والشدة ما اختصهم به عن العالمين ...

... يتبــع

سبحـــــــــــان الله العظيم
كانوا يمتلكون قوة رهيبة تجعلهم كذلك
وكانت اجسامهم وبنيتهم قوية وضخمة جدااا
سبحـــــــــان الله
والله عندما نقرأ هذه الكلمات وهذه الآثار من
اقوام مثل هذه الأقوام لا نملك الا ان نقول
سبحـــــان الله

سلمت يدااااك
مصــــرية
استمرررري

فعلا
يا بيبو
كل ميسر لما خلق له
ربنا خلقهم على هكذا صورة
لانه اراد هكذا اعجاز
شكرا على المرور
بيبو

ما شاء الله عليكي يا مصرية

دايما كده اختياراتك جميلة

وتشجع على المتابعة وتشد الانتباه

معلومات بجد أول مرة اعرفها

وبصراحة انا كنت بخاف اقرا في الموضوع دا والمواضيع المشابهة عشان كتير بتبقى في معلومات مغلوطة

لكن موضوعك جميل ومبني على حقائق بسيطة سهل التأكد منها

تسلمي يا مصرية وان شاء الله متابعة معاكي

وسامحيني على التأخير

تقبلي مروري

اهلا بنوتة
نورتى الموضوع
ويارب يكون موضوع مفيد
إرم ذات العماد 483706

ديانتهم :
يذكر بعض المؤرخون بأنهم كانوا يعبدون القمـر .. وقيل بأنهم كانوا يعبدون الأوثان ..
حتى قيل بأن المقصود في لفظ ( الأولى )
في قوله تعالى ( وأنه أهلك عادا الأولى ) إي أول من عبد الأصنام ( كما في البداية والنهاية ) ..
وليس الأولى زمنيا ...

هذا وذكرت عدة أصنام لهم .. منها ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا وصدا وصمودا
والهتار وضرا وضمور .. والهبا ( كما قال به الطبري ) أو هرا
( كما قال به
ابن كثير ) ..

ووردت بعضها في الذكر الحكيم ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)
وقيل بأنهم ( أي / ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ) من أولاد سيدنا نوح..
أكبرهم ( ود ) ..
ومن الذين نجوا من الطوفان معه عليه السلام .. وكانوا
من الصالحين فلما ماتوا عبدتهم الأمم .. وكذا المشركين يعبدون من الناس
الصالحين .. وأصبحوا يستقون منهم المطر .. ومن الذين عبدوهم قوم عاد ..
والله عندما عذبهم منع عنهم المطر ثلاث سنين .. وقد يكون ذلك لأنهم كانوا
يستقون المطر من غيره سبحانه وتعالى .

● ديارهم :
عموما يكاد يجمع المفسرون ، المؤرخون والنحاة على أن منازلهم كانت باليمن
السعيد وفي موضع يقال له الأحقاف .. بيد إن هنالك الكثيـر من الآراء حول
الأحقاف .. فالكثير يراها باليمن والبعض يراها في الشام .. وهنا سنحاول
تحديد ديارهم قدر الإمكان ..

بالبدايـة .. أخبر الذكر الحكيم بأن ديارهم كانت بالأحقاف .. فقال تعالى ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف ) .. ومن المعروف أن أخا عاد هو هود عليه السلام .. الذي أرسله الله لهم .. والقرآن قال عنه ( أخا عاد ) لأنه منهم .. نسبا بالطبع لا دينا ..
ولم يرد لفظ الأحقاف إلا في الآية أعلاه وفي سورة مكية سميت بنفس الاسم ( سورة الأحقاف ) ..

وقيل بأن قوم عاد هم من نزلوا الأحقاف بينما كما ذكرنا سابقا أن هنالك
الكثير من القبائل تنتسب لعاد .. فهل من سكنت الأحقاف هي إرم أم جديس أم
طسم أم غيرها ؟ .. فما يهم هو إرم على وجه التحديد ..
فهي من شيدت ( ذاتالعماد ) جوهر المشاركة ...

قيل أيضا بأن ( قوم هود ) كما ورد في القرآن ( ألا بعدا لعاد قوم هود) ..
هم من سكنوا الأحقاف ..
وهود من قبيلة قيل بأنها كانت تسمى ( الخلود)
.. فيحتمل إن تكون ( إرم ) على هذا النحو ليست بالأحقاف .. قد يكونوا من
سكنوا الأحقاف ( قوم هود ) ..
فهي قبيلة مثلها مثل ثمود ( هي من قوم عادوديارها معلومة ) والتي كانت تسكن بالسعودية وليس بالأحقاف ..
هذا مع إنها( أي ثمود ) من أمة عاد ..
وهنا ثلاث إشكاليات ..

إما إن من سكنوا الأحقاف هم ( قوم هود ) ..
وإما قبيلته ( الخلود ) ..
وإما إنها بالفعل إرم ...

لكني أعتقد بأن أمة عاد .. بجميع قبائلها سكنت الأحقاف ..
فهاجرت بعضها (كثمود مثلا ) ..
وبقت ( إرم ) التي هي أيضا من قوم هود عليه السلام
بالأحقاف ..

أقول ذلك لأن المؤرخون يذكرون بأن قوم عاد أصحاب عمد سيارة فى الربيع فإذا
هاج العود رجعوا إلى منازلهم .. والعرب القديمة ( هنالك عرب قديمة تطلق
على العرب قبل إسماعيل وعرب جديدة بعده علية السلام – شرحها يطول ) كانوا
يسمون قديما ( بالعابرون ) نسبة إلى ( عابر بن سام بن نوح ) الذي ينحدرون
منه .. ذلك لأنهم كثيرا ما يرتحلون .. ولهذا ليس بالأمر الغريب أن تكون
قبائل عاد منتشرة في كافة أنحاء الجزيرة العربية ..

أقول أعتقد إن جميع قبائل عاد كانت بالأحقاف .. وهاجرت بعضها كثمود وغيرها
.. بيد إن إرم استقرت بالأحقاف ولم تهاجر .. ( وتقريبا ) جميع الأقوال ..
تقول بذلك .. لكن ليست مبنية ( بظني ) على براهين ( قوية ) .. لأنها
ببساطة لا تجيب على السؤال ( هل إرم [ بالتحديد ] هي من بقت بالأحقاف ولم
تهاجر مثل ثمود .. أم الخلود [ قوم هود ] من بقت ؟! ) .. على كل حال
لنستعرض الأقوال ...

في لسان العرب الأحقاف .. جمع لحقف .. وهو المعوج من الرمل .. أو ما استطال منه ..
قال الفراء بأن ( الحقف المستطيل المشرف ) .. وقيل بأنه الأرض ..
وقال الليث بأن ( الأحقاف في القرآن ) ( هو جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء ) .
. وعارضه الأزهري وقال إن هذا الجبل هو ( جبل قاف ) بينما الأحقاف ( هي رمال بظاهر بلاد اليمن ) ..
وقال ابن زيد ( هي رمال مشرفة مستطيلة كهيئة الجبال ولم تبلغ أن تكون جبالا ) ..
وقال الكلبي : ( أحقاف الجبل ما نضب عنه الماء زمان الغرق ) يقصد الطوفان .
. فكان ينضب الماء من الأرض ويبقى أثره ..

ذكر عن قتادة بأنه قال عن ديارهم : ( هي جبال مشرفة بالشحر ) .. والشحر قريب من عدن ..
يقال : شحر عمان .. وهو ساحل البحر بين عمان وعدن .. وهو بكسر الشين وسكون الحاء وقيل بفتح الشين ..
وعنه أيضا : ( ذُكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن .. أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها .. الشحر ) ..

وكان للعرب في الجاهلية سوق شهير يدعى الشحر مشتق من أسم هذا الموضع ..
ذكر الزركلي في الأعلام بأن هذا السوق كان يقام تحت ظل الجبل الذي عليه
قبر هود عليه السلام ..
وقال مجاهد .. ( هي أرض من حسمى تسمى بالأحقاف ) ..
وحسمى ( بكسر الحاء ) اسم أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب لا يكاد القتام يفارقها ..

وروي عن ابن عباس والضحاك بأن الأحقاف ( جبل بالشام ) ..
قد يكون الجبل الذي قال عنه الليث بأنه ( جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلتهب يوم القيامة فتحشر الناس من كل أفق ) ..

وقال مقاتل .. ( كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بواد يقال له مهرة ) ..
وإليه تنسب الإبل المهرية الشهيرة .. وفي رواية عن ابن عباس .. قال بأنهم ( بواد بين عمان ومهرة ) ...

وورد في تفسير القطان إن ( مساكن عاد كانت في أرض الأحقاف .. في شمال حضرموت .. وفي شمالها يوجد الربع الخالي .. وفي شرقها عمان ) ..
وجاء في الأعلام للزركلي بأن ( الأحقاف بين عمان وحضرموت ) ..

وقال السنغابوري ( سيف الدين المدني ) عن الأحقاف بأنها (
أبنية حجرية لا تزال أنقاضها في حضرموت .. جلها في [ وادي عدم ] وشرقيه .. وفي نواحي [ وادي سونة ] ) ..

وجاء في معجم البلدان .. بأن (
هنالك جبل عند أجأ [ أحد جبلي طيئ ] يسمى [ جش إرم ] في ذروته مساكن لعاد وإرم .. فيه صور منحوتة من الصخر ) ..

إذن .. نخلص إلى إن ديارهم كانت في هذه المساحة تقريبا

هذه الخريطة أخذتها بواسطة برنامج Google Earth

وهو ما يتفق تماما مع ماتم اكتشافه حديثا عن ما يطلق عليها اطلانطس الرمال
المفقودة أو المدينة الأسطورية أو أوبار Ubar عند علماء الآثار .. لنا
وقفـه مفصله بإذن الله مع المساحـة الجغرافية أعلاه قبل أن نتحدث عن
اطلانطس ...

● ختاما :
إذن .. إذا كانت ذات العماد موجودة في المساحة الصورية أعلاه .. والتي
جلبتها بناءا عن ما قيل عن موقعها من علمائنا المؤرخين والنحاة والمفسرين
.. والمنطقة كما هو ظاهر ومعروف منطقة رملية .. ولا مجال باعتقادي إلا أن
تكون المدينة اندرست في الرمال .. ذلك لأن موقعها في منطقة رملية .. هذا
ما يقوله المنطق وما قالوه العلماء .. وما يقوله أيضا العلم الحديث ..

وجدت هذه الصورة :

نفس الصورة بوضوح جيد ( GIF ) / وضوح عالي ( 8 ميجا TIF )

وجدتها في موقع ناسا .. تم التقاطها للمنطقة وبالتحديد 18 خط عرض / 53 خط طول .. وهي المنطقة التي نتحدث عنها تماما ..

الصورة تم التقاطها عن طريق قمر لاندسات التابع لناسا بواسطة تشالنجر
الشهير برادار جدا متطور .. تم تطويره من قبل مختبرات الدفع النفاث لناسا
.. بالاشتراك مع وكالة الفضاء الإيطالية .. وأيضا وكالة الفضاء الألمانية
( دارا ) .. ومع شركات متخصصة .. كشركة الينيا سبازيو الشهيرة .. التي لها
باع طويل في مثل هذه الرادارات الخاصة .. سيما وهي مشارك رئيسي في إمداد
المحطة الدولية في الفضاء ..

ترى في الصورة باللون الأرجواني .. الكثبان الرملية .. وباللون الأخضر
الأحجار الجيرية .. والأهم هو الخط الأبيض تقريبا الذي يشكل نهرا جاف ..
وأيضا مسارات القوافل .. والتي تشير هذه المعطيات إلى إن هناك حضارة قد
قامت هنا .. كما ذكر الجيولوجي رونالد بلوم ..وليس في تاريخنا العربي
القديم .. حضارة قامت في هذه المنطقة سوى قوم عاد ..

من ناحية أخرى .. لم تكن أوبار عند ( أغلب ) علماء الآثار سوى من الأساطير
.. حتى تم التقاط هذه الصورة .. والتي من خلال قراءتها آمنوا حقا بأن هناك
حضارة كانت هنا واندثرت .. ففتحت الملفات القديمة والتي كانت بدايتها من
خرائط بطليموس المؤرخ الروماني الشهير والجغرافي الأول .. الذي كان أمينا
لمكتبة الإسكندرية ( والتي كانت تضم قبل حرقها أكثر من 750 ألف مخطوطة )
يقال بأنه رسمها في خرائطه .. وبما إن الشيء بالشيء يذكر .. هو أول من حدد
موقع المدينة المنورة ! .. ومن رسمها في خرائطه التي تعود إلى ما قبل
الميلاد .. ويقال بأن سر دقته في خرائطه كانت علاقته القوية بالتجار العرب
.. وبلغته العربية .. حتى قيل بأنه من أصول عربية /! .. وقيل أيضا من أصول
يونانية لكنه معروف بأنه روماني أصيل ..

أقول كانت بداية فتح الملفات منه .. ومع مقارنة خرائطه بخرائط ناسا
الحديثة .. وعن طريق تقنيات الاستشعار عن بعد .. والتي تتيح استكشاف
المواقع الأثرية القديمة دون الحاجة إلى الدخول في متاهات الحفر وما إلى
ذلك من مشاق .. تم الشروع عمليا في رحلة البحث عن أوبار في الربع الخالي
.. وكانوا قبل ذلك قد بحثوا تقريبا في جميع صحارى العالم .. من غوبي إلى
الصحراء الكبرى إلى كالاهاري في أقصى الجنوب الأفريقي .. بل حتى في صحارى
جيبسون بإستراليا تم البحث عنها ولم يجد لها أي أثر على الإطلاق ..

موقع واحد فقط هو ما أشار إلى إرم .. أو ما أعتقد العلماء بأنه إرم ( قبل
أن يتم الاتفاق عند علماء الآثار بأن أوبار في ظفار بالربع الخالي هي إرم
) .. وهو موقع إيبلا في سوريا ..

الغريب بالأمر .. إن هذه الحضارة .. قدرت تاريخا بأنها نشئت قبل 3000 عام قبل الميلاد .. وهو ما يوافق تقريبا نشوء حضارة إرم ..!
أيضا ما أشاروا إليه بعض من العلماء .. كحبر الأمة ابن عباس والضحاك والليث بأن الأحقاف .. منازل إرم في الشام .. وإيبلا بالشام !

هنالك صلة لا يمكن تجاهلها بين الحضارتين .. ولكن .. الاكتشافات التي تم
الكشف عنها في الربع الخالي في أحقاف اليمن .. لا تجعلنا سوى نسلم بإنها
إرم وليست غيرها ..
هذا
ولكان يطيب لي أن أكمل ما بدأته ولكني بالحقيقة فقدت الكثير من الوثائق
التي كنت قد احتفظت بها من أجل هذا الموضوع .. بسبب عطلا أصاب قرصي الصلب
.. والذي كنت أحسبه أمينا وقد أوليته مهمة الاحتفاظ بملفاتي المهمة ..
حاولت جاهدا إصلاحه ولكن قدر الله وما شاء فعل ..

هذا وأحيلكم لصفحتين موثوقة بإذن الله .. فيها الكثير من المعلومات الثرية القيمة والتي بها إكمالا لما تقدم ..

موضوعا للدكتور زغلول النجار .. العالم المسلم الشهير والمتخصص في الإعجاز العلمي :
http://www.islamicmedicine.org/zaghlool/68.htm
أيضا مقابلة مع رئيس بعثة الكشف عن إرم الدكتور Juris Zarins على موقع قناة نوفا المتخصصة :
http://www.pbs.org/wgbh/nova/ubar/zarins/index.html

اخيرا اتقدم بخالص الشكر لكاتب هذا الموضوع
الذى اثرى معلوماتنا الفقيرة عن هذه الحضارة
وله منا جزيل الشكر


تسلم الايادي يا رب روووووووووووووووووعة