| من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) السبت فبراير 27, 2010 12:59 pm | |
| عن أبي ثَعْلَبَةَ الخُشَنيِّ جُرْثُومِ بن ناشِرٍ رضي اللهُ عنه،
عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال :
"إن الله تعالى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها،
وحَدَّ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوها، وحَرَّمَ أشْياءَ فَلا تَنْتَهِكُوها،
وسَكَتَ عَن أشيْاءَ - رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ - فلا تَبْحَثُوا عنها".
حديث حسن رواه الدَّارَقُطْنِيّ وغيرُه .
***************
حَسَّنَه النووي رحمه الله تعالى، ووافقه عليه الحافظ العراقي، والحافظ ابن حجر، و صححه ابن الصلاح.
***************
أهمية الحديث :
هذا الحديث من جوامع الكلم التي اختص الله تعالى بها نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو وجيزبليغ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسَّم أحكام الله إلى أربعة أقسام: فرائض، ومحارم، وحدود، ومسكوت عنه.
فمن عمل به فقد حاز الثواب وأمن العقاب، لأن من أدى الفرائض، واجتنب المحارم، ووقف عند الحدود، وترك البحث عما غاب عنه، فقد استوفى أقسام الفضل، وأوفى حقوق الدين، لأن الشرائع لا تخرج عن هذه الأنواع المذكورة في هذا الحديث.
مفردات الحديث
" فرض الفرائض": أوجبها.
" فلا تضيعوها": فلا تتركوها أو تتهاونوا فيها حتى يخرج وقتها .
"حد حدودا": الحدود جمع حد، وهو لغة: الحاجز بين الشيئين، وشرعاً: عقوبة مُقَدَّرة من الشارع تَزْجُرُ عن المعصية.
"فلا تعتدوها": لا تزيدوا فيها عما أمر به الشرع، أو لا تتجاوزوها وقفوا عندها.
"فلا تنتهكوها": لاتقعوا فيها ولا تقربوها.
و "سكت عن أشياء": أي لم يحكم فيها بوجوب أو حرمة، فهي شرعاً على الإباحة الأصلية.
المعنى العام:
وجوب المحافظة على الفرائض والواجبات: والفرائض هي ما فرضه الله على عباده،وألزمهم بالقيام بها، كالصلاة والزكاة والصيام والحج.
وتنقسم الفرائض إلى قسمين : فرائض أعيان،
تجب على كل مكلف بعينه، كالصلوات الخمس والزكاة والصوم. ********
وفرائض كفاية
إذا قام بها بعض المسلمين سقط الإثم عن الجميع،
وإذا لم يقم بها أحد، أثم الجميع، كصلاة الجنازة، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. [ انظر الحديث 34] . ***********
الوقوف عند حدود الله تعالى:
وهي العقوبات المقَّدرة، الرادعة عن المحارم كحد الزنا، وحد السرقة، وحد شرب الخمر ، فهذه الحدود عقوبات مقدرة من الله الخالق سبحانه وتعالى، يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقص. وأما الزيادة في حد الخمر من جلد أربعين إلى ثمانين فليست محظورة، وإن اقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر على جلد أربعين، لأن الناس لما أكثروا من الشرب زمن عمر رضي الله عنه ما لم يكثروا قبله، استحقوا أن يزيد في جلدهم تنكيلاً وزجراً، فكانت الزيادة اجتهاداً منه بمعنى صحيح مُسَوِّغ لها، وقد أجمع الصحابة على هذه الزيادة . ********
المنع من قربان المحرمات وارتكابها: وهي المحرمات المقطوع بحرمتها، المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد حماها الله تعالى ومنع من قربانها وارتكابها وانتهاكها {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151]. ومن يدقق النظر في المحرمات، ويبحث عن علة التحريم بعقل نَيِّر ومنصف، فإنه يجدها محدودة ومعدودة، وكلها خبائث، وكل ما عداها فهو باق على الحل، وهو من الطيبات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}[المائدة: 87] .
رحمة الله تعالى بعباده: صرح النبي عليه الصلاة وسلام أن سكوت الله عن ذكر حكم أشياء، فلم ينص على وجوبها ولا حلها ولا تحريمها، إنما كان رحمة بعباده ورفقاً بهم، فجعلها عفواً، إن فعلوها فلا حرج عليهم، وإن تركوها فلا حرج عليهم أيضاً. ولم يكن هذا السكوت منه سبحانه وتعالى عن خطأ أو نسيان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى}[ طه: 52].
النهي عن كثرة البحث والسؤال:
ويحتمل أن يكون النهي الوارد في الحديث عن كثرة البحث والسؤال خاصاً بزمن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن كثرة البحث والسؤال عما لم يذكر قد يكون سبباً لنزول التشديد فيه بإيجاب أو تحريم، ويحتمل بقاء الحديث على عمومه، ويكون النهي فيه لما فيه من التعمق في الدين، قال صلى الله عليه وسلم:
" ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم "
وقال صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون"
والمتنطع: الباحث عما لا يعنيه، أو الذي يدقق نظره في الفروق البعيدة.
وقد كف الصحابة رضوان الله عليهم عن إكثار الأسئلة عليه صلى الله عليه وسلم حتى كان يعجبهم أن يأتي الأعراب يسألونه فيجيبهم، فيسمعون ويَعُونَ. ومن البحث عما لا يعني البحث عن أمور الغيب التي أُمرنا بالإيمان بها ولم تتبين كيفيتها، لأنه قد يوجب الحيرة والشك، وربما يصل إلى التكذيب.
وأخرج مسلم: "لا يزال الناس يسألون حتى يقال: هذا اللهُ خَلَقَ الخلقَ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله".
ما يستفاد من الحديث:
الأمر باتباع الفرائض والتزام الحدود، واجتناب المناهي، وعدم الاستقصاء عما عدا ذلك رحمة بالناس. | |
|
| |
masrya صديق لامع
عدد المساهمات : 1134 العمر : 35 الاوسمة: : النشاط : 1289 التقييم : 195
| |
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) السبت فبراير 27, 2010 1:18 pm | |
| جزانا واياك مصريه
وربنا مايحرمنا من مرورك
الرائع
| |
|
| |
الازهريه أميرة بأخلاقي
عدد المساهمات : 2972 العمر : 30 الاوسمة: : النشاط : 4237 التقييم : 445
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الأحد فبراير 28, 2010 2:40 pm | |
| ربنا يبارك فى حضرتك استاذ معاذ وجزاك ربى كل خير ومع خالص التقدير والتقيييم طبعا | |
|
| |
BeeBooo صاحب الطلة البهية
عدد المساهمات : 11574 العمر : 35 الاوسمة: : النشاط : 14043 التقييم : 1869
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الأحد فبراير 28, 2010 4:52 pm | |
| - اقتباس :
- وسَكَتَ عَن أشيْاءَ - رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ - فلا
تَبْحَثُوا عنها".
يا الله ما اكثر ما يحدث هذا الكلام في هذه الايام وللأسف اذهب بهم عقولهم وافكارهم بعيدا وللأسف من الممكن ان يقعوا في المحظور وفي المنهي عنه وفي شكوك وظنون وفي اعتقادات خاطئة وتساؤلات اكبر واكبر ومن ثم يجد نفسه لا يتوقف فكلما أجاب على سؤال او طرح سؤال يبحث عن غيره ويتعمق ومن الممكن ان يتعمق في اصول الدين واسئلة لا يجب ان نسئلها بل يجب ان نسلم بها ونأخذها كما هي حتى لا نضل ... عافانا الله واياكم جميعا من الضلال .
جزاك الله كل الخير معـــــــــــاذ دمت في حفظ الله واراك باذن الله قربت على الانتهاء وانجاز هذا العمل العظم فاسأل الله أن يوفقك ويأخذ بيدك ويعينك على اكماله ... استمرررررررر | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الإثنين مارس 01, 2010 10:34 am | |
| | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الإثنين مارس 01, 2010 11:42 am | |
| حبيبى وصديقى واخى
تحليلك رائع ومفيد
وهنا يجب ان نفرق بين السؤال الهادف
الذى يكون الاستفسار منه هام ومفيد وساعمل به
والاسئله الاخرى التى يكون الغرض منها
المكابره&الاستهانه & الرغى الفارغ& التشكيك
التعجيز وغيرها
فهى كالعمل النافع الذى يستفيد منه المجتمع
والعمل الضار الذى يضر بصاحبه وبالمجتمع
كالداعيه الاسلامى & وبائع الخمر
| |
|
| |
Good Luck صديق لامع
عدد المساهمات : 214 العمر : 43 الاوسمة: : النشاط : 378 التقييم : 71
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الإثنين مارس 01, 2010 12:11 pm | |
| جزاك الله خيرا وسَكَتَ عَن أشيْاءَ - رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ - فلا تَبْحَثُوا عنها".
نعم يجب علي المرء الا يبحث عنها والبحث عنها بيكون من مداخل الشيطان وممكن تؤدي الي الوسواس القهري ربنا يعفينا | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الإثنين مارس 01, 2010 2:51 pm | |
| اللهم آمين
جزاك الله خيراً جود لاك
| |
|
| |
ملاااك صديق لامع
عدد المساهمات : 7104 العمر : 33 الاوسمة: : النشاط : 9108 التقييم : 838
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الأربعاء أكتوبر 13, 2010 7:38 pm | |
| جزاك الله خيرا وسدد خطاك بانتظار الجديد تحياتي لك | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 12:18 pm | |
| | |
|
| |
طالبة عفو الرحمن زهرة ندية من فلسطين الحبيبة
عدد المساهمات : 5925 العمر : 31 الاوسمة: : النشاط : 7566 التقييم : 850
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الثلاثاء مايو 03, 2011 4:14 pm | |
| حديث جمييييييييييييييل جدا والله
يارب تقبل منا كل الاعمال الصالحة
تقبل منا الصلاة وكل شي فيها طااااااااعتك يارب
بجد روووعة هالحديث
بارك الله فيك
جزاك الله كل خير | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الخميس مايو 05, 2011 11:14 am | |
| الفوائد من هذا الحديث: 1-إثبات أن الأمر لله عزّ وجل وحده، فهو الذي يفرض،وهو الذي يوجب،وهو الذي يحرم، فالأمر بيده، لا أحد يستطيع أن يوجب مالم يوجبه الله، أو يحرم مالم يحرمه الله،لقوله: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائض" ...وقَالَ: "وَحَرمَ أَشيَاء" فإن قال قائل: هل الفرض والواجب بمعنى واحد، أو الفرض غير الواجب؟ فالجواب:أما من حيث التأثيم بترك ذلك فهما واحد. وأما من حيث الوصف:هل هذا فرض أو واجب؟ فقد اختلف العلماء- رحمهم الله- في هذا ، فقال بعضهم: الفرض ما كان دليله قطعياً، والواجب ما كان دليله ظنياً. وقال آخرون: الفرض ما ثبت بالقرآن، والواجب ما ثبت بالسنة. وكلا القولين ضعيف، والصواب: أن الفرض والواجب بمعنى واحد، ولكن إذا تأكد صار فريضة، وإذا كان دون ذلك فهو واجب، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة . .2أن الدين الإسلامي ينقسم إلى فرائض ومحرمات. .3وجوب المحافظة على فرائض الله عزّ وجل، مأخوذ من النهي عن إضاعتها، فإن مفهومه وجوب المحافظة عليها. .4أن الله عزّ وجل حد حدوداً، بمعنى أنه جعل الواجب بيناً والحرام بيناً: كالحد الفاصل بين أراضي الناس، وقد سبق في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات. .5تحريم تعدي حدود الله، لقوله: "فَلاَ تَعتَدوهَا".وانظر كيف كرر الله عزّ وجل النهي عن التعدي إلى حدود الله في مسألة الطلاق،يتبين لك أهمية النكاح عقداً وإطلاقاً. .6أنه لا يجوز تجاوز الحد في العقوبات،فالزاني مثلاً إذا زنا وكان بكراً فإنه يجلد مائة جلدة ويغرّب عاماً، ولا يجوز أن نزيد على مائة جلدة، ونقول يجلد مائة وخمسين مثلاً، فإن هذا محرم. فإن قال قائل: إذا اقتصرنا على مائة جلدة ربما يكثر الزنا، وإذا زدنا يقل؟ فالجواب:أأنتم أعلم أم الله؟ وما دام الله عزّ وجل فرض مائة جلدة فلا نتجاوزها، بالاضافة إلى تغريب عام على خلاف بين العلماء في ذلك، هل يغرب أو لا، لأنه ثبت بالسنة، والخلاف في هذا معروف. ومن هنا نعرف أن عقوبة شارب الخمر ليست حداً، ولا يمكن أن نقول:إنها حد فلو كانت حداً ما تجاوزها عمر والصحابة رضي الله عنهم، ثم هناك دليل آخر من نفس القضية، لما استشار عمر الصحابة رضي الله عنهم ، قال عبد الرحمن بن عوف:يا أمير المؤمنين أخف الحدود ثمانون،ويعني بذلك حد القذف. ولو كانت عقوبة شارب الخمر حداً لكان أخف الحدود أربعين، وهذا شيء واضح،لكن - سبحان الله - الفقهاء - رحمهم الله - يرونه حداً، وعند التأمل يتبين أن القول بأنه حد ضعيف، ولا يمكن لعمر رضي الله عنه ولا لغيره أن يتجاوز حد الله عزّ وجل. .7وصف الله عزّ وجل بالسكوت، هذا من تمام كماله عزّ وجل، أنه إذا شاء تكلم وإذا شاء لم يتكلم. .8أنه يحرم على الإنسان أن ينتهك محارم الله عزّ وجل، لقوله: "حَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكُوهَا". وطرق التحريم كثيرة، منها: النهي، ومنها: التصريح بالتحريم،ومنها: ذكر العقوبة على الفعل، ولإثبات التحريم طرق. .9أن ما سكت الله عنه فلم يفرضه، ولم يحده، ولم ينه عنه فهو الحلال، لكن هذا في غير العبادات،فالعبادات قد حرم الله عزّ وجل أن يشرع أحد الناس عبادة لم يأذن بها الله عزّ وجل، فتدخل في قوله: "حَرَّمَ أَشيَاء فَلاَ تَنتَهِكُوهَا".ولهذا نقول:إن من ابتدع في دين الله ما ليس منه من عقيدة أو قول أو عمل فقد انتهك حرمات الله، ولا يقال هذا مما سكت الله عزّ وجل عنه، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل عليها،وغير ذلك الأصل فيه الإباحة، فما سُكِتَ عنه فهو مباح. وحينئذ نذكر مسألة يكثر السؤال عنها،ربما نعرف حكمها من هذا الحديث: يسأل بعض الناس ولاسيما النساء:هل يجوز للإنسان أن يزيل شعر الساق، أو شعر الذراع أو لا يجوز؟ فالجواب: الشعور ثلاثة أقسام: الأول : ما نهي عن إزالته. الثاني : ما أمر بإزالته. الثالث: ما سكت عنه. فأما ما أمر بإزالته فمعروف:كالعانة والإبط للرجال والنساء والشارب بالنسبة للرجال ، فهذا مأمور بإزالته، لكن الشارب لا يؤمر بإزالته نهائياً كالحلق مثلاً، حتى إن الإمام مالك- رحمه الله - قال: ينبغي أن يؤدب من حلق شاربه،لأن الحديث أحفوا الشوَارب[222] والثاني: ما نهي عن إزالته كشعر اللحية بالنسبة للرجال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وقال: خَالِفُوا المَجوسَ[223] خَالِفُوا المُشرِكينَ[224] فلا يحل لأحد أن يحلق لحيته، بل ولا أن ينقص منها على القول الراجح حتى لو زادت على القبضة. وأما إجازة الفقهاء- رحمهم الله - قص ما زاد على القبضة واستدلالهم بفعل ابن عمر رضي الله عنهما[225] ، فهذا رأي لكنه مخالف لظاهر الحديث. وابن عمر رضي الله عنهما ليس يقص ما زاد على القبضة في كل السنة، إنما يفعل ذلك إذا حج أو اعتمر فقط، وهذا فرق بين ما شغف به بعض الناس وقالوا: إن ابن عمر رضي الله عنهما يرى جواز أخذ ما زاد على القبضة. وكأنه - والله أعلم - رأى أن هذا من كمال التقصير أو الحلق. ومع ذلك فرأيه رضي الله عنه غير صواب، فالصواب فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .والعجب أن ابن عمر رضي الله عنهما ممن روى حديث الأمر بإعفاء اللحية وهو يفعله، لكن نعلم أن ابن عمر رضي الله عنهما عنده من العبادة ما فات كثيراً من الناس إلا أنه تأول ، والمتأول مجتهد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر. القسم الثالث:بقية الشعور التي ليس فيها أمر ولا نهي، فقال بعض الناس:إن أخذها حرام،لقول الله تعالى عن إبليس: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)(النساء: الآية119) هذا يستثنى منه ما أمر بإزالته كالختان وما أشبه ذلك. قالوا: وهذا مغير لخلق الله، بينما كان ساقه فيه الشعر أو ذراعه فيه الشعر أصبح الآن ليس فيه شعر. ولاشك أن هذا القول والاستدلال وجيه، لكن إذا رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الأشياء إلى ثلاثة أقسام قلنا: هذا مما سكت عنه، لأنه لو كان ينهى عنه لألحق بما نهي عنه، وهذه قرينة تمنع أن يكون هذا من باب تغيير خلق الله عزّ وجل أو يقال: هو من التغيير المباح. والذي نرى في هذه المسالة : أن الشعر يبقى ولا يحلق ولا يقص، اللهم إلا إذا كثر بالنسبة للنساء حتى شوه الخلقة،فالمرأة محتاجة إلى الجمال والتجمل، فلا بأس. وأما الرجال فيقال: كلما كثر الشعر دلّ ذلك على قوة الرجل. .10أنه لا ينبغي البحث عما سكت الله تعالى عنه ورسوله . وهل هذا النهي في عهد الرسالة ، أم إلى الآن ؟في هذا قولان للعلماء منهم من قال: هذا خاص في عهد الرسالة، لأن ذلك عهد نزول الوحي، فقد يسأل الإنسان عن شيء لم يُحرم فيحرم من أجله، أو عن شيء لم يجب فيوجب من أجله،كما سأل الأقرع بن حابس النبي صلى الله عليه وسلم حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيكُم الحَجَّ" فقام الأقرع وقال:يا رسول الله أفي كل عام؟ وهذا سؤال في غير محله، اللهم إلا إذا كان الأقرع بن حابس أراد أن يزيل الوهم الذي قد يعلق في أفهام بعض الناس، فالله أعلم بنيته، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَو قُلتُ نَعَم لَوَجَبَت وَمَا استَطَعتُم، الحَجَّ مَرَةً فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوع"[226] ، من أعظم الناس جرماً من يسأل عن شيء لم يحرم فيحرم من أجل مسألته، أو لم يوجب فيوجب من أجل مسألته. أما بعد عهد الرسالة فلا بأس أن يبحث الإنسان. ولكن الصواب في هذه المسالة أن النهي حتى بعد عهد الرسالة إلا أنه إذا كان المراد بالبحث الاتساع في العلم كما يفعله طلبة العلم، فهذا لا بأس به، لأن طالب العلم ينبغي أن يعرف كل مسألة يحتمل وقوعها حتى يعرف الجواب، وأما إذا لم يكن كذلك فلا يبحث، بل يمشي على ما كان عليه الناس. ومن ذلك: البحث عن اللحوم وعن الأجبان وعما يرد إلى البلاد من بلاد الكفار فلا تبحث، ولا تقل: هل هذا حلال أو حرام؟ ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن اللحم في السوق، ما كان من لحم في سوقنا فسوف نشتريه ولا نسأل. كذلك أيضاً لا نبحث عن مسائل الغيب ونتعمق فيها، ولا نبحث في صفات الله عزّ وجل عن كيفيتها، لأن هذا من التعمق، ولا نأتي بمعضلات المسائل التي فيها: أرأيت إن كان كذا، ولو كان كذا، ولو كان كذا كما يوجد من بعض طلبة العلم الآن، يوجد أناس يفرضون مسائل ليست واقعة ولن تقع فيما يظهر، ومع ذلك يسألون ، وهم ليسوا في مكان البحث، بل يسألون سؤالاً عاماً، فهذا لا ينبغي.ومن ذلك أيضاً :ما كان الناس قد عاشوا عليه لا تبحث عنه إلا إذا علمت أنه حرام،فيجب بيان الحكم . من ذلك : الذين قالوا:إن أذان الجمعة الثاني الذي زاده عثمان رضي الله عنه هذا بدعة لا يجوز، فنقول لهم: أين الدليل؟ ثم يأتي إنسان آخر،ويقول : ليس بين أذان الجمعة الأول والثاني إلا دقائق، فنقول له: من الذي قال لك ابحث عن هذا؟ فالناس من أزمنة كثيرة تتوالى عليهم العلماء والأذان الأول يكون قبل الثاني بخمس وأربعين دقيقة أو ستين دقيقة، والناس يمشون على هذا، فلا تبحث، دع الناس على ما هم عليه. ثم لو فرض أنه ثبت أن بين الأذان الثاني والأول في زمن عثمان رضي الله عنه خمس أو عشر دقائق، فالوقت اختلف الآن، كانت المدينة صغيرة أقل من قرية من قرانا اليوم، أما اليوم فتباعدت الأقطار حيث يحتاج الإنسان أن يأتي من أقصى المدينة إلى المسجد إلى وقت، فليقدم الأذان الأول بحيث يتأهب الناس ويحضرون. أشياء كثيرة من هذا النوع،ولكن هذا الحديث ميزان "فلا تَبحَثُوا عَنهَا". .11إثبات رحمة الله عزّ وجل في شرعه، لقوله: "رَحمَةً بِكُم" وكل الشرع رحمة،لأن جزاءه أكثر بكثير من العمل،فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومع ذلك فالله عزّ وجل خفف عن العباد ، وسكت عن أشياء كثيرة لم يمنعهم منها ولم يلزمهم بها. .12انتفاء النسيان عن الله عزّ وجل، لقوله "غَيرَ نسيَان" وقد جاء ذلك في القرآن الكريم،فقال الله عزّ وجل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)[مريم: 64] وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون لما سأله ما بال القرون الأولى: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) (طه: 52) فإن قال قائل: ما الجواب عن قول الله تعالى: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)(التوبة: الآية67) فأثبت لنفسه النسيان؟فالجواب:أن المراد:النسيان هنا نسيان الترك، يعني تركوا الله فتركهم. فهؤلاء تعمدوا الشرك وترك الواجب، ولم يفعلوا ذلك نسياناً. إذاً: (نَسُوا اللَّهَ) [التوبة:67] أي تركوا دين الله (فَنَسِيَهُمْ) أي فتركهم. أما النسيان الذي هو الذهول عن شيء معلوم فهذا لا يمكن أن يوصف الله عزّ وجل به، بل يوصف به الإنسان،لأن الإنسان ينسى، ومع ذلك لا يؤاخذ بالنسيان لأنه وقع بغير اختيار. .13حسن بيان النبي صلى الله عليه وسلم حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين والله أعلم.
| |
|
| |
طالبة عفو الرحمن زهرة ندية من فلسطين الحبيبة
عدد المساهمات : 5925 العمر : 31 الاوسمة: : النشاط : 7566 التقييم : 850
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) الجمعة مايو 06, 2011 4:10 pm | |
| جميييييييييييييييل فوائد الحديث بجد روووووووووووعة بارك الله فيك وجعله في ميزاااااااان حسنااااااااااتك | |
|
| |
moaz صاحب خلق رفيع
عدد المساهمات : 5170 العمر : 50 الاوسمة: : النشاط : 8171 التقييم : 960
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) السبت مايو 07, 2011 11:28 am | |
| | |
|
| |
طالبة عفو الرحمن زهرة ندية من فلسطين الحبيبة
عدد المساهمات : 5925 العمر : 31 الاوسمة: : النشاط : 7566 التقييم : 850
| موضوع: رد: من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) السبت مايو 07, 2011 9:16 pm | |
| جزانا واياك يا استاذ معاذ | |
|
| |
| من الاربعون النوويه( الحديث الثلاثون) | |
|