في اول يوم لي في الجامعه
وانا في قاعة المحاضره وبعد ان دخل محاضر الماده وعمره قد ناهز الخمسينات
وبعد ان عرفنا بنفسه وبمادته وعرفناه بانفسنا
لمحت اسم مؤلف الكتاب الذي سوف ندرسه معه فوجدته مختلفا عن ذلك المحاضر
فسالته لمن هذا الاسم ؟
فاجابني انه صديقي بل اكثر من اخ لي الم تمسع بقولة رب اخ لم تلده امي
قلت له نعم
قال فذاك هو هذا الاخ
رحمة الله عليه (والله احسست بان الدمعة قد اوشكت ان تسقط من عينه )
فهو مثال لحديثه صلى الله عليه وسلم ((حب لاخيك ماتحبه لنفسك ))
كنا قد التحقنا سوية بكلية الهندسة وكانت المنافسة بيننا شديده وفي السنة الاخيره
قد قلت عزيمتي وفي احد الايام وجدته امامي وهو شديد الغضب وقد مسكني من قميصي ويقول لي بالك
لما قد قلت عزيمة
وانا مستاغرب واقول في نفسي ماباله شخص مكانه يجب ان يفرح فالطريق ممهد له ان يحصل على الامتياز
ولكن خوفه وروح الاخوه هي التي جعلته هكذا
والحمد لله تخرجنا وكنا من الخمسة الاوائل امتياز مع مرتبة الشرف
وكنا الدفعة الوحيده التي كان اقل خريج فيها قد حصل على تقدير جيد جدا
ولم يقف عند هذا الحد كان وجد واسطة لكي يحضر دراسات عليا في جامعة القاهره
ونحن في فترة الجيش ولكن لم توافق له نفسه ان يقدم لوحده وانا في الجيش
بل انتظر حتى انتهينا من فترة الجيش
وانهينا رسالتنا معا
وقد اكملت العمل في مصر وقد ذهب هو الى احدى الدول العربية
بعدها اخذت الدكتوراه وبعد فترة اتصلت به ووجدته لم ياخذ الدكتوراه فعاتبته وامرته بالنزول فقال لي بشرط ان تشرف انت على رسالتي
فوافقت وكانت من اجمل رسالات الدكتوراه التي اهديت الى جامعة القاهرة
وهكذا كانت العلاقة بيننا مستمرة الى الصيف الذي مضى فقد اتته المنية بعد ان كنا معا في المصيف
وبعد رجوعنا الى القاهرة في اليوم التالي جاءني خبر وفاته فرحمة واسعة عليه (انتهى كلامه )
ارجو ان نكون جميعامثالا للحديث ((حب لاخيك ماتحب لنفسك ))