بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثمّ أمـّا بعد فلقد قرأتُ هذه المداخلة في موضوع وضعها احد الاخوةحفظه الله ورعاه وسدد خطاه ، فتأثـّرتُ بها كثيرا فأحببتُ أن أضعها في موضوع مستقلّ لعلمي بأنّ كثيرا كثيرا كثيرا من الأعضاء والزوّار(( وأنا منهم)) لا يقرؤون كافـّة المداخلات ، فلأهمـّية هذه المداخلة ولأنـّي أتمنـّى أن يستفيد منها الجميع وضعتـُها في موضوع مستقلّ ،
وأسأله تعالى ألاّ يخرجنا من هذه الدنيا إلاّ وهو راض ٍ عنـّا وقد تـُبنا إليه من سوء الأخلاق ، ومن بذاءة اللسان ، ومن الطعن بالمجاهدين ، ومن اللمز بالمؤمنين، ومن الإساءة إلى أولياء الله الصالحين.
وأترككم مع المداخلة:
قيل أنّ ملكا استدعى ثلاثة من مساعديه وطلب منهم أمرا غريبا ، طلب من كلّ واحد منهم أن يأخذ كيسا كبيرا وأن يذهب إلى بستان القصر وأن يبدأ بملئ هذا الكيس للملك من مختلف طيـّبات الثـّمار والزروع وقد كان البستان مليئا بها ثمّ قال لهم بحزم شديد:
إيّاكم أن تستعينوا بأحد في هذه المهمة أو أن تسندوها إلى شخص أخر .
استغرب المساعدون الثلاثة من طلب الملك إلاّ أنـّه ما كان عليهم إلاّ التـّنفيذ والانصياع لأمره فأخذ كلّ واحد منهم كيسه وانطلقوا إلى البستان .
فأمـّا المساعد الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كلّ الثمرات ومن أفضل وأجود المحصول وكان يتخيـّر الطيـّب والجيـّد من الثـّمار حتـّى ملأ الكيس .
أمـّا المساعد الثـّاني فقد كان مقتنعا بأنّ الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنـّه لن يتفحـّص الثـّمار فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتخيـّر الطيـّب من الفاسد حتـّى ملأ الكيس بالثـّمار كيف ما اتـّفق .
أمـّا المساعد الثالث فلم يعتقد أنّ الملك سوف يهتمّ بمحتوى الكيس أصلا فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار .
وفي اليوم التـّالي أمر الملك أن يؤتى بالمساعدين الثـّلاثة مع الأكياس التي ملؤوها حسب طلبه فلمـّا اجتمع المساعدون بالملك نظر الى رئيس الجند وقال له :
خذوا المساعدين الثلاثة وضعوهم في السجن لمدّة ثلاثة أشهر ولكن كلّ على حدة وليأخذ كلّ واحد منهم كيسه معه إلى السجن وإيـّاك ثمّ إيـّاك أن يصل إليهم أحد مهما كان ، وامنع عنهم الأكل والشـّراب طيلة هذه المدة .
وتمّ تنفيذ أمر المك بحذافيره .
حبس انفرادي لكل منهم مع الكيس الذي ملأه من بستان القصر لا طعام ولا شراب لمدة ثلاثة أشهر .
فأمـّا المساعد الأول فقد ظلّ يأكل من طيبات الثـّمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة.
وأمـّا المساعد الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة وضنك ومعاناة شديدة معتمدا على ما صلح فقط من الثـّمار التي جمعها.
أمـّا المساعد الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول.
والآن
ولله المثل الأعلى : مساعد الملك هو أنت ،
والبستان هي الدّنيا ،
والسّجن هو قبرك ،
فاسأل نفسك مثل أيّ مساعد أنت ؟
أنت الأن في بستان الدّنيا لك الحرية المطلقة أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة ولكن ماذا تفعل غدا ؟
عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك
في ذلك السجن
الضيق المظلم الموحش ؟؟!!
ستكون لوحدك فماذا تعتقد أنـّه سوف ينفعك ؟
(( بعد رحمة الله تعالى))
غير طيـّبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدّنيا؟!
والآن قف مع نفسك وقرّر ماذا ستأكل غدا في سجنك
أقصد (جنـّتك بإذن الله تعالى) ؟؟؟))
انتهت المداخلة
أسأله جلّ في علاه أن يجعلنا ممـّن نستمع ونقرأ القول فنتـّبع أحسنه ،
فيا من أسأتَ إلى نفسك تب الآن قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه النـّدم وتطلب الرجوع إلى الدنيا فلا يـُستجاب لك.
وتذكـّر قول الله تعالى:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (99)
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون:100)
اللهمّ اجعلنا من عبادك المؤمنين المخلصين الكافـّين أذانا عن المجاهدين الأطهار والعلماء الأخيار ، بل نسألك يا مولانا أن تجعل ما نخطـّه بأيدنا في ميزان حسناتنا وتكتبه لنا جهادا بالقلم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمّ جنـّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وردّنا إلى القرآن والسنـّة والولاء لك جلّ جلالك ، ولرسولك صلـّى الله عليه وسلـّم ، وللمؤمنين ،
والبراءة من الكفر والكافرين وأعداء الدين .
اللهمّ تقبـّل منـّي عملي المتواضع هذا يا أرحم الراحمين
واهد به من تشاء من خلقك .
ربـّاه رحماك رحماك بي فأنا العبد الضعيف أقرّ بذنوبي الآن في الدنيا وأعترف بها وأتوب إليك منها فاقبل يا ربـّي توبتي واغسل حوبتي ، واستر ذلـّتي .
اللهمّ تبْ عليّ كي أتوب.
اللهمّ جئتـُك وأنا العبد الذليل الضعيف منكسرا ذليلا خاضعا تائبا فاقبل توبتي وتقبـّل منـّي عملي هذا وكلّ أعمالي واجعلها خالصة لوجهك الكريم ، واهد بها من تشاء من خلقك بفضلك وكرمك ومنـّك .
اللهمّ بفضلك اجمعني مع كلّ من أحببتـُه وأحبـّني فيك (( بل وأبغضني بعد أن تهدي الضـّالّ منـّا قبل الفوت قبل الموت )) في الفردوس الأعلى مع الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم
اللهمّ خلـّقنا بأخلاق القرآن وأخلاق نبيّك العدنان
اللهمّ انزع من قلوبنا الحقد والضغينة على إخواننا المسلمين ،
واجعل بغضنا للكافرين ومن عاونهم ومن شايعهم ومن لفّ لفـّهم .
اللهمّ اشرح صدورنا لما تحبّ وترضى .