لا تبك على فائت
¡ لا جديد تحت الشمس!
عبارة تصدق على سير الانسانية في تاريخها الطويل
من ناحية الطباع والرغبات، والمنازعات والجور والعدل، والسلم والحرب، وقيام الأمم
وانهيارها ، والحضارات واندثارها.
¡ ولهذا أمر الله عباده استعراض الماضي والانتفاع به، فما يعني الأولين يعني الآخرين .
¡ فخير لنا أن نستصحب ما كان ونحن نعالج ما يكون : "فاعتبروا يا أولي الأبصار” الآية.
¡ "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ..الآية
¡ ”ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه...”الآية
¡ في هذه الحدود يجب أن ندرس الماضي،
وابتغاء الموعظة وحدها يمكن أن نلتفت للوراء..
¡ أما العودة للماضي القريب أو البعيد لنجدد حزناً أو لننكت جرحاً أو نعيش المأساة بقولنا (ليت،و لو) ،فهذا يكرهه الاسلام !!
¡ وهو حال المنافقين: "يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ها هنا" الآية ، "لو أطاعونا ما قتلوا” الآية
¡ وهذه ليست شيمة الرجولة و منطق الإيمان..
فالأصل أن نتعرف منطق الخطأ لاتقائه في المستقبل، فما قيمة لطم الخدود وشق الجيوب على حظ فائت أو فرصة مهدرة أو خطب ألمّ؟!
فقط يزيد ألمه حرقة؟!
¡ فلو أن أيدينا يمكنها أن تمتد للماضي لتمسك به وبأحداثه لتغير منها ما نكره وتحولها إلى ما نحب..
لكانت العودة للماضي واجبة!!..
¡ أما وأن ذلك مستحيل،فخير لنا أن نكرّس الجهود لما هو آت .. ، ففيه الخير والعوض !!.
¡ إن الإيمان بالقضاء والقدر يحول بيننا وبين تعلقنا بالأوهام والحماقات.. " تسقط الطائرة
فتجد بين الجثث أحياء!!”.
¡ ديل كارينجي:- "من الممكن تعديل النتائج المترتبة على أمر حدث منذ 3 دقائق أما أن تحاول
تعديل الأمر فهذا مستحيل!!..
¡ وهناك طريقة واحدة يمكن بها الاستفادة من الماضي: بتحليل الأخطاء والاستفادة منها ثم نسيانها بتاتاً"
¡ أحد تلاميذ د.براندوين مدرس الصحة "بكلية جورج واشنطن" تعلم درساً منه لن ينساه أبداً قال :
"وأنا في العشرين من عمري اعتدت اجترار أخطائي والاهتمام البالغ بها... الامتحانات بعدها قلق شديد خشية
الرسوب ولو أنني فعلت كذا لكان كذا...
و ذات صباح ضمّنا الفصل مع د.
براندوين ومعه زجاجة لبن وضعها على المكتب أمامه ، وكلنا يتساءل في نفسه ما علاقة
اللبن بالدرس.. وفجأة نهض الاستاذ ضارباً الزجاجة بيده فانكسرت وأريق ما فيها...
¡ فجمعنا الأستاذ وطلب منا أن نتأمل الحطام المتناثر والسائل المسكوب على الأرض.. وطلب منا التدقيق
جيداً:
لقد ذهب اللبن واستوعبته البالوعة ، فمهما تشد شعرك وتهم وتغم نفسك فلن تستعيد منه ولو قطرة واحدة...
¡ كل ما هنالك أنه يمكن أن نمحو آثار الخسارة وننساها ، ثم نعود للعمل بهمة ونشاط.
¡ ”استعن بالله ولا تعجز وان أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل: قدر الله وما
شاء فعل، فانّ لو تفتح عمل الشيطان.” الحديث
بهذا تعفي على الماضي وتستأنف المسير في نشاط ورجاء!!