التنوع و الاختلاف سنه الحياه

الحمد لله و الصلاه و السلام على رسول الله

و بعد ...

التنوع سنه الحياه و الاختلاف ايضا ألا ترى ان البشر شعوب متنوعه

و عادات مختلفه و ألوان و أعراق و عادات و اديان

ألا ترى الليل و النهار متعاقبان و الخير و الشر يتحادان

ألا ترى النور بجانب الظلام و الفرات بجانب الملحان صنع الله الذى اتقن كل شئ

ألا ترى ان الارض تنبت لنا زروعا مختلفه الاشكال و الالوان و الثمار مع ان الارض واحده

و الماء واحد فنحن امام متحف حى يعرض علينا لوحاته الباهره التى تملأ قلوبنا بالببهجه و عقولنا باليقين

و تنعش فينا الامال و تقتل فى نفوسنا اليأس و الاحباط

فاذا انتقلنا من الكون الكبير الى الكون الصغير الذى هو الانسان فنجد انه لا يوجد اثنان متفقان تماما فى هذا الوجود

لا من الناحيه الجسميه ولا النفسيه ولا العقلي

و هذا التنوع ليس امرا سلبيا فقد قال الله:

( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )

فالانسان يحتاج الى الاخر بقدر ما يحتاج الاخر اليه

و ليس الاخر بالنسبه الينا هو الجحيم كما يظن بعض الفلاسفه الوجوديون

فالذى لا يحترم ذاته لا يحترم الاخرين ...

و اعلم انه اذا كان ينبغى ان نحترم الاخر فان هذا ينسحب بطبيعه الحال على احترام رايه و فكره

و احترام الرأى الاخر لا يعنى بالضروره القبول به

فاحترام الرأى الاخر يعنى احترام حق الاخر فى التعبير عما يجول بفكره

و اختلاف وجهات النظر و تنوع الاجتهادات ليس امرا سلبيا و انما هو امر ايجابى من شانه

ان يثرى الحياه و يضيف اليها

و الامر السلبى هو التعصب للرأى و الاعتقاد بأن هذا الرأى

وحده هو الرأى الصائب و ان غيره خطأ على الاطلاق

و من هنا نجد الامام الشافعى يقول :

رأينا صوابا يحتمل الخطأ و راى غيرنا خطأ يحتمل الصواب

و هنا نجد أن التسامح يمتزج بالاحترام و هذا ما نروم اليه

لكن اليوم نحن نفتقد التسامح و الاحترام الا ما رحم ربى

فاذا عبرت عن رايك و كان مخالفا لرأى الاخرين كان ذلك مدعاه لتسفيه هذا الراى و رفضه

فاذا كان الراى يتصل بالدين فتتهم بالكفر و الفسوق و الارهاب

و اذا كان متعلقا بالسياسه فصاحب الرأى عميل للأعداء

و اذا كان يتعلق بالمجتمع فصاحبه مشيع للفساد منحل

يقول الشيخ محمد عبده :

لو كان الرأى يحتمل الكفر من مائه وجه و يحتمل الايمان من وجه واحد

حمل على الايمان ولا يجوز حمله على الكفر

فالشاهد ان التسامح يعطى مساحه رحبه تسع الاخرين و تجعل الشخص لا يضيق

زرعا بما يصدر من اراء تخالف رأيه و كما اعطيت لنفسك الحق فى ان تقول رأيك

فكذلك ينبغى اعطاء هذا الحق لغيرك شريطه ان يكون هذا الراى مبنى على علم

و ادله صحيحه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اريد رأيكم و ماقشاتكم

و هذا مقال لى نشر فى مجله لكنى لم اكتبه كاملا و اختصرته

ابدونى ارائكم

موضوع رائع ومهم جدا جدا اخي منتظر

فعلا لقد اصبحنا اقل احتراما لبعضنا البعض و أضيق ذرعا بأراء الآخرين
اسمحلي بإضافة هذة القصة

يُحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه

بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف

قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض

قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماماً

و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة

و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم أنه كاذب و

مدع

بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله

كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة.. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟

من منهم على خطأ ؟

في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب ؟

بالتاكيد لا .. أليس كذلك ؟

من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه.. فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على

خطأ !! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر

إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ! لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة

لمجرد أنه رأينا

لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه ..

رأيهم الذي قد يكون صحيحاً

أو على الأقل.. مفيداً لك صحيحاً

أو على الأقل.. مفيداً لك
أحلي تقييم

الاحلى من التقييم مرورك يا ايه

و قصتك اللى بجد أثرت فى الموضوع و أضافت ووضحت اكتر

جزاكى الله خيرا

و عاوزين نشوف اراء باقى الناس ؟؟؟

رائع منتظر

موضوع مفيد ورائع وهى ثقافة غائبه بعض الشىء عن مجتمعنا

مع انها من اهم مايتعرض له الانسان

فاعلم اخى ان لكل منا وجهة نظر وهذه الوجهة تتاثر ببعض الاشياء

من (اعراف وتقاليد وثقافات مختلفة وايضا وهو الاهم الخبرات السابقه)

وكما افرت آيه بقصتها الرائعة المعبرة تناول كل واحد منهم الشكل من وجهة نظره

وهذا دليل على الضعف الانسانى وليس فقط بل

والاهم الحاجة للتعاون واشباه التكامل من الآخرين

وليس ذلك فقط وانما هو الدليل على (الكمال الالهى )

فنحن بشر اختلافنا وتشابهنا نصل به الى كمال جزئى لموضوع معين او لفكرة

معينه وان اضفت راى آخر بثقافة مختلفه ستجد راى مغاير لما جمعت

لذا الفقهاء والعلماء تجدهم كثيرى الاسفار والاختلاط والبحث والتنقيب عن العلم

ليلموا الكثير منه

جزاك الله خيراً منتظر

وايضاً انت آيه تستحقين التقييم على قصتك الرائعة

ابدأ بعد السلام عليكم .. بالتقييم لكم جميعا على آرائكم الجميلة
وبطبيعة الحال موضوعك القيم اخى المنتظر
واعتقد ان هناك مفارقة جميلة فى هذا الموضوع .. فهو موضوع عن الخلاف والاختلاف
ولن تجد فيه اى اختلاف فى الرأى .. وانما رؤية وزاوية نظر تخص كل منا ثم نجتمع جميعا ونتفق ان حتى اختلافنا دليل تكاملنا ..
--------
اريد ان اتحدث عن اشكالية الخلاف فى الرؤى واختلاف وجهات النظر
يبدو ان التفكير الجماعى يظهر اثره جليا فى نزع الانا والتعالى منا
فهذا هو داء النقاش والخلاف .. انى اريد ان انتصر لنفسي فى معركة وهمية
الخاسر فيها هو المتعصب المنفعل حتى لو كان رأية هو الصواب
والرابح فيها سيخسر مودة الطرف الاخر
ولذا وجهنا القرآن قائلا :
ادفع بالتى هى احسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم
--------
ادب الحوار يفرض علينا ان نحترم بعضنا من قبل النقاش ومن بعده
والمودة يجب ان تكون بساط الحديث وطعامه وشرابه
وان نتخلى قليلا عن الانا المتعالية على النصح وسماع الرأى الاخر
--------
قد يبدو بعض الناس كمن يحملون السلم بالعرض ويسيرون فى نهر الطريق
اعنى ان البعض يبدو كمن يختلف لاجل الاختلاف .. بالمثل المعتاد :
خالف تعرف ...!!
وهذا يعارض من اجل المعارضة وحسب .. عملا بالمبدأ الغريب :
خلقنا لنعترض

اما المأساة الحقيقية :
هى المنطق الكاوتش .. الذى يعمل دائما فى الاتجاهين ..
فأنا - كقائد سيارة اعبر الطريق من اليمين .. لان هذا حقى وعلى الغير احترام المنطق والاصول
وعندما اعبر من اليسار .. فهذا منتهى العدل والحكمة وعلى الجميع احترام مرورى ..
وعلى المنطق ان يلين ويتشكل .. حتى يسمح لى بالعبور فى اى وقت اشاء
ومن اى جهة تلفظنى .. ولاى وجهة ارغبها
ارجو ان تكون وجهة نظرى واضحة ..
فانا امقت المنطق المطاطى .. الذى يبرر لك دائما ما تريد
-------
اخيرا .. نحن ننظر للدنيا والكون من خلال فتحات محدودة ونوافذ صغيره
( هى العين والاذن والاحساس والشم )
وهى نوافذ لا تكفى لان تجعل الحقيقة ملك لنباهتى وعبقريتى الفذة
ولا تكافئ هذا الكون الفسيح ابدا بمعضلاته واشكالياته

وقد رأينا هذا واضحا بشدة فى اقصوصة الدكتورة العزيزة آية
فقد حرم ثلاثة نفر من نعمة البصر .. فتخبطت اوصافهم للشيء الواحد
وتدخلت الانا في نظرتهم واحساسهم بالاشياء .. فتصارعوا

دمتم بخير وجزيت كل الخير اخى المنتظر

(واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية) ..
حكمة نحفظها جميعا ونرددها كثيرا ونعمل بها قليلا

+++++++++

موضوعك رائع منتظر
مثبت لفترة من الوقت

معاذ و حسام
اراءكم بجد ممتازه و اضافتكم للموضوع اكثر من رائعه
عشان كدا طلبت الرد و انتوا الاتنين موجودين
جزاكم الله خيرا
و يا ريت باقى الاعضاء يدخلوا م يناقشونا و بعرف ايه رايهم

أما روز فمشكووووووووووووووره كتيييير على التثبيت
و بما انك هتثبتى فأنا هضيف للموضوع تانى عشان دى سلسله مقالات
بتنشر ليا فى احدى المجلات
و دى بمثابه مقدمه
و هضيف ان شاء الله انواع الخلاف
و اسباب الخلاف
و حاجات كتير انا محضرها

جزاكم الله خيرا كلكم

منتظرينك

منتظر

الاختلاف أمر قدرى كونى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الله عز و جل :

( و لو شاء ربك لجعل الناس امه واحده ولا يزالون مختلفين

* الا من رحم ربك و لذلك خلقهم

و تمت كلمه ربك لأملأن جهنم من الجنه و الناس أجمعين )

قال علماء التفسر فى قوله تعالى و لذلك خلقهم

أى للأختلاف خلقهم

و قال جماعه

أى للرحمه خلقهم و قالت أخرى

لم يخلقهم ليختلفوا و لكن خلقهم للجماعه و الرحمه .

فبين سبحانه و تعالى ان أختلافهم بمشيئته سبحانه و تعالى

و ان كان المختلفون منهم الصواب و منهم الخطأ

و منهم المؤمن و منهم الكاافر

و منهم من يحبه الله و منهم من يبغضه

و لكن الاصل ان يعلم المخالف ان حب الله و بغضه

تابع لأرادته الشرعيه و أوامره على السنه رسله

فلا يجوز الخلاف بغير علم كما نرى الان .

فقال الله عز و جل :

( و من الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير )

فالخلاف أصل و الخلاف الصحيح الذى اروم اليه

هو النابع من عقليه علميه مفكره و أدله صحيحه .

قال الله جل و تعالى :

( و ما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم

و لولا كلمه سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضى بينهم )

و قال :

( و لقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا

كلمه سبقت من ربك لقضى بينهم و انهم لفى شك منه مريب )

و قال النبى صلى الله عليه و سلم :

( و انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا

فعليكم بسنتى و سنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى

عضوا عليها بالنواجذ ... )

فدلت هذه الادله ان الاختلاف واقع لا محاله

و انه مهما حاولنا الاجتماع و ترك الاختلاف السائغ الذى لا ضرر فيه فلا فائده

و السعى لأزاله الخلاف مصادمه للمقادير .

هذا عن وجود الخلاف و انه أمر مقدر و

هذا نوع من الخلاف السائغ الغير مذموم

اما النهى عن الخلاف المذموم ففى الرد القادم ان شاء الله .

يسلمووو كتييير
ننتظرماهو جديد
شكرا اك

موضوعك روعة في منتهي الابداع والروعة والجمال
شو هالابداع هدا
صح الاختلاف والتنوع سنة الحياة
تسلم عالموضوع
بارك الله فيك
جزاك الله كل خير

مشكورين علي مواضيعكم
وجزاكم الله خيرا