اخى الحبيب احمد
احييك على خطابك الهادئ .. واحترم رأيك بشدة - وان خالفته -
فاسمح لى ان اناقش معك ومع اصحابنا ما جاء فى ردك :
- اقتباس :
- وجوابي من المنطلق العقلي الموافق للنقلي
نعم اوافق على الاحتكام للمنطق العقلى والدليل النقلى
- اقتباس :
والمظاهرات اعمال محدثة مخترعة مأخودة منقولة من عند اعداء الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول خالفوا الكفار ويقول ليس منا من تشبه باليهود والنصارى والكفار هم اول من طلع علينا بها ولا نعرف لها أصل ولا أساس في الاسلام لا عند الصحابة ولا عند السلف ولا عند العلماء من الامام احمد ابن حنبل الى الامام محمد ناصر الدين الالباني
من قال هذا يا اخى الكريم ..!!؟؟
الا تعلم انه بعد اسلام الفاروق عمر .. اقترح على النبى صلى الله عليه وسلم
الخروج والطواف بالكعبة فخرج النبى على راس 40 من الصحابة الاحرار .. ونظمهم فى صفين وجعل على راس احدهما سيدنا عمر وعلى راس الصف الاخر سيدنا حمزة .. وسار بهم للطواف بالكعبة المشرفة
كيف تسمى لنا هذه المسيرة وهذا الحدث ؟؟
ثانيا .. سمعت ان عمر رضى الله عنه نادى فى الناس : الصلاة جامعة
ثم خطب فيهم وقال : ما تقولون ؟؟ لو قلت براسى للدنيا هكذا ؟
( يعنى لو مال للدنيا واتبعها )
فلم يجبه احد من الصحابة . فكررها .. فلم يجبه احد .. فاعاد الثالثة
فوقف المقداد رضى الله عنه وقال :
والله يا امير المؤمنين .. لو قلت براسى للدنيا هكذا .. لنقولن بسيوفنا هكذا
( يعنى لحاربوه بالسيف )
فقال عمر غاضبا : كيف قلت ..؟؟
فقال المقداد : والله يا امير المؤمنين .. لو قلت براسى للدنيا هكذا لنقولن بسيوفنا هكذا
فقال عمر : الحمد لله خشيت الا يقوم احد
فسر لى هذا اخى الحبيب ..!!
وماذا عن ثورة الحسين رضى الله عنه .. ضد توريث الخلافة ليزيد بن معاوية ؟؟
- اقتباس :
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم القاتل والمقتول في النار
يا اخى الفاضل ..
هذا حكم عام ويلزمه تخصيص .. ولاوضح وجهة نظرى ساذكر باقى الحديث
قال الصحابة : هذا القاتل .. فما بال المقتول ؟
فقال النبى : لانه كان حريصا على قتل اخيه .
هذا الحديث يعنى الصراع على السلطة .. لان كل منهما يريد السلطة لنفسه
ولذلك يكون حريصا على قتل اخيه المسلم
إن المقصود من حديث (القاتل والمقتول فى النار ) واضح لا لبس فيه.. لقد فقه ابن حجر العسقلاني في شرحه للبخاري مغزى الحديث، وكذلك فقهه النووي عند شرحه لصحيح مسلم، فقالا: "إن الوعيد المذكور في الحديث يُحمل على مَن قاتل بغير تأويل سائغ، بل بمجرد طلب الملك"
وما رأينا هذا ابدا فى الثورة .. من وجهين :
اولهما .. ان المشاركين فى الثورة لم يكونوا يريدون السلطة
هذه الملايين التى خرجت تطالب بالعدل وترفض الفساد لم تطالب بتعيين واحد منهم ليتولى الحكم وأبت كل الاباء ان يمثلها واحد بعينه او طائفة معينة
ليس هذا فحسب بل كل الاحزاب والجماعات اعلنت براءة الثورة من الحزبيات والطوائف ... وهذا يعنى انها لم تكن ثورة تطمح للسلطة
انما كانت تنشد العدل وتعزل حاكما فاسدا ظالما .. اى انها تقول كلمة الحق
لدرجة ان الحاكم بنفسه قال: ان مطالب المحتجين مشروعة ومقبوله
ثانيا .. من قال ان هناك اقتتال حدث ومن قال ان الثوار حملوا السلاح لقتل الحاكم او اتباعه .. ( وهؤلاء الثوار كانوا الاحق بحمل السلاح )
بل خرجوا وايديهم خالية .. الا من لافتات ( من فضلكم .. نريد حقنا )
المظاهرات بمعناها البسيط .. هى قول كلمة الحق علنا فى وجه الحاكم
وهذا ما فعله المتظاهرون فى ميدان التحرير
وما حدث من القتل .. كان اعتداءا من الحاكم واتباعه على المتظاهرين
ثم ان ليس كل قتال بين المسلمين يدخل نطاق الحديث .. بدليل :
قال رسول الله : "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد".
والاية الكريمة تقول :
( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين )
وحتى لا تختلط الاوراق :
هؤلاء الشباب الذين خرجوا ينشدون العدل والحرية ويرفضون الفساد ( سلميا )
لم يرفعوا السيوف فى وجه الحاكم الظالم .. بل طالبوا ( بالكلمة ) بحقهم المشروع فى اختيار حكامهم ونوابهم بعدل ونزاهة ( بعد ان اصبح التزوير علنا وعرفا وقانونا يعمل به الحاكم ) وسناتى لهذه الجزئية فيما بعد
من قتل الناس هو الحاكم واتباعه
سواءا بسواء .. من مات من قوات الامن ومن مات من الثوار
============
- اقتباس :
- تحريم الدين الخروج على الحكام كيفما كانوا حتى ولو جاروا لقول النبي صلى الله عليه وسلم أطعه وان اخد مالك وجلد ظهرك واحاديث كثيرة ادعوا لكل اخ محرتم عقله واسع محب للبحث غير تابع لشخص ولا لاحد ان يفقه الامر بالصورة الدينية
يااخى الطيب .. هدانا الله واياك
هذه الاحاديث متعلقة بشئ اخر غير ما نحن فيه ..
هؤلاء الامراء المعنيون فى الحديث .. يصدر منهم سلوك مخالف او لا يرضى بعض الناس - كحال الامراء الامويين والعباسيين - .. وان منهم من اعجبته الدنيا واستمالته
فاتخذ الجوارى وانشأ لهن القصور وبحيرات المياة .. ( اى الكثير من مظاهر البذخ )
وهذه السلوكيات الخاطئة ليست مسوغا للثورة ولا تبيح الخروج عليهم
واليك رأى الامام الطبرى :
يقول الطبري: "لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهرب منه بلزوم المنازل وكسر السيوف، لما أقيم حدٌّ، ولا أبطل باطل، ولوجد أهل الفسوق سبيلاً إلى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم بأن يحاربوهم، ويكفّ المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا: هذه فتنة، وقد نُهينا عن القتال فيها، وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء"
===========
- اقتباس :
- فاقول الوجهة الاخرى الغريبة وهي ان ما يحدث في البلدان الاسلامية له علاقة باليهود المتمثلين في أمريكا ودلك من خلال رسم خطط وخرائط وتنفيدها من مسلمين محبين للخير
هذا حديث مرسل .. لا ارفضه عقلا ..
ولكنى لا اوافق على تخصيصه للثورات الشعبية فى الوطن العربى فلا دليل على هذا
وانما قرينة معينة ( هى حزن بعض علماء الامة وليس كلهم ) استنادا للاية الكريمة .. والتى لا يملك احد تطبيقها على مجموعة من الائمة دون غيرهم
من هم العلماء الذين حزنوا على هذه الاحداث ؟
انهم وحسب قولك ( شيوخ السعودية ) الذين افتوا بتحريم التظاهر حتى لو كان سلميا .. واعتمدوا على الاحاديث السابق ذكرها
وانا لا اشكك فى صحة هذه الاحاديث ابدا .. وايضا لا اطعن في هؤلاء العلماء
حاشا لله ان افعل هذا
ولكنى اعتمد على فقه الزمان والمكان .. واعتمد على طائفة اخرى من العلماء الثقات .. كامثال القرضاوى ومحمد حسان وشيخ الازهر وغيرهم
ممن باركوا هذه الثورات وشاركوا فيها
اما عن مسالة فرحة اسرائيل وامريكا بهذه الثورات .. اعذرنى اخى الكريم
هذا وعى سياسى محدود .. وشرح سياسة اليهود والامريكان يطول
وسيكون له مكان اخر
- اقتباس :
- اليس هدا عار ان ننسب هده الاعمال للاسلام
لا يا اخى الكريم .. ليس عارا .. بل هو الشرف كل الشرف
ان ننسب هذه الثورات للاسلام ..
والخطأ الحقيقى ان نتصور ان الاسلام يدعو للخنوع والذلة
والسكوت على الظلم والقهر ..
ومن المؤسف ..ان بعض العلماء والائمة
يجردوننا من كل حقوقنا فى مواجهة الحكام الظلمة .. ولا يتركون لنا الا الدعاء للحاكم بالصلاح هو وبطانته ..
لا اتصور ابدا ان الدين الحنيف يدعونا لنكون كالعجائز والعجزة ..
لا نملك الا الدعاء وحسب ..
حتى كلمة الحق عند سلطان جائر منعونا منها بفتواهم العجيبة
واصبح بموجب هذه الفتوى : السكوت عن الحق هو الاسلم والافضل
============
على هامش الموضوع ..
يحتج هؤلاء الشيوخ .. بان المفاسد التى تحدث من التظاهر والثورة تفوق ظلم الحكام .. واعطيك مثالا بسيطا..
ضحايا الثورة المصرية = 500 قتيل على اقصى تقدير
ضحايا العبارة السلام ( الغارقة ) = ويزيد على الف قتيل
ومعلوم ان حادثة العبارة دليل قوى على فساد النظام فى مصر
ناهيك عن ضحايا القطارات والمفقودين ف المعتقلات والسجون
ومصر تخسر سنويا 20 الف مواطن .. بسبب حوادث الطرق
ولا تحدثنى عن القضاء والقدر .. بل هى مسؤلية الحكام
رضى الله عن عمر : فلو عثرت بغلة ف العراق لسئل عنها عمر لم لم تسوى لها الطريق يا عمر
اما عندنا فالبغال افضل حالا .. لانها لا تموت على طريق اسيوط
ولا تحت احجار المقطم .. ولا تغرق فى العبارات المعيبة الغير صالحة للملاحة
ولا تحترق وتتفحم فى القطارات
==========
اشكرك اخى الحبيب احمد .. واعتذر ان بدر منى اى تعبير قد اساءك
هذا رايي