تأملات في الحياة الزوجية

قال تعالى : { تمشي على استحياء }


ما أجمله من وصف فهي كأنها من شدة حيائها لم تمش على قدميها بل ( على حيائها )


الحياء في الكلمة والنظرة والحركة بالنسبة للمرأة خصوصا


هو لحاؤها الذي لا تزهر أغصان الورد بدونه



تأملات ( 6 ) :






قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي


هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَيْر النِّسَاء اِمْرَأَة إِذَا نَظَرْت إِلَيْهَا سَرَّتْك وَإِذَا


أَمَرْتهَا أَطَاعَتْك وَإِذَا غِبْت عَنْهَا حَفِظَتْك فِي نَفْسهَا وَمَالِك " ثُمَّ قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ


الْآيَة " الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء " إِلَى آخِرهَا .




ومن هنا لا بد أن تعرفي أختي أن هناك ثلاثة أومور شرعية واجبة وهي :



1 - أن بعث السرور في وجه زوجك يعتبر أهم شيء تحرصي عليه في حياتك الزوجية فمن إبتسامتك


وطيبتك وحنانك عليه ما يجعله يسر منك ويحبك ولا يرى في النساء أجمل منك .




2 - الطاعة المطلقه له فيما أمر الله وعدم عصيانه ومعارضته فيما يأمر ، فالكثير من النساء في هذا


الوقت تغضب زوجها وتقول أنا أتناقش معه وأبدي وجهة نظري !! وهي بذلك لا تعلم أنها تغضب


ربها .ومن أرادت أن تناقش زوجها في أمر ما فيجب عليها الإمتثال لأوامره أولا ومن ثم تطرح وجهة


نظرها عليه بكل هدوء .





3 - حفظ الزوج في غيابه وحفظ ماله : فالزوجة لابد أن تحفظ زوجها في غيابه وتمتثل لأوامره رغم


بعده عنها فلا تخرج من بيتها إلا بإذنه وتقوم بعملها الذي يحبه منها وتربي أولاده وتحفظهم وألا


تتصرف في مال زوجها إلا بإذنه ومعرفته وبالشكل الذي هو يريده .



تأملات ( 7 ) :


قال الله عزوجل : { عربا أترابا } صدق الله العظيم



قال ابن عباس: العروب هي العاشقة المتعشقة لزوجها، الغنجات حسنات الكلام مع أزواجهن .


فالصالحة تجمع ولابد صفتين وهما : تمام الحياء عند غير زوجها ، وكمال التكسر والتغنج والتعشق


والخضوع إذا خلت ببعلها .




وفي تفسير ابن كثير :


فِي قَوْله " عُرُبًا " قَالَ الشِّكْلَة بِلُغَةِ أَهْل مَكَّة وَالْغِنْجَة بِلُغَةِ أَهْل الْمَدِينَة وَقَالَ تَمِيم بْن حَذْلَم هِيَ حُسْن


التَّبَعُّل وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَم وَابْنه عَبْد الرَّحْمَن الْعُرُب حَسَنَات الْكَلَام وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم ذَكَرَ عَنْ سَهْل بْن


عُثْمَان الْعَسْكَرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه " عُرُبًا " -


قَالَ - كَلَامهنَّ عَرَبِيّ " وَقَوْله " أَتْرَابًا " قَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي فِي سِنّ وَاحِدَة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سَنَة .


وَقَدْ رَوَى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَحْمَد بْن مَنِيع عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق عَنْ النُّعْمَان


بْن سَعْد عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ فِي الْجَنَّة لَمُجْتَمَعًا


لِلْحُورِ الْعِين يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ تَسْمَع الْخَلَائِق بِمِثْلِهَا قَالَ يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَات فَلَا نَبِيد وَنَحْنُ النَّاعِمَات فَلَا


نَبْأَس وَنَحْنُ الرَّاضِيَات فَلَا نَسْخَط طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ ) صدق رَسُول اللّه


تاملات ( 8 ) :



إن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة كما جاء في القرآن الكريم هي علاقة تكاملية لا تنافسية كما

يدعوا الكثير من المطبلين ومن دعاة المساواة بين الرجل والمرأة

فحواء لم تخلق كما خلق آدم ، بل خلقت منه كما جاء في قوله تعالى : { وخلق منها زوجها }


ومن هنا لابد أن نعي ونفهم بأن من ظلم زوجته فإنما هو يظلم قلبه ،

ولكن إن نشزت واسترجلت فما أبشعه من منظر !!..

تاملات ( 9 ) :



قال تعالى في كتابه العزيز : { وعاشروهن بالمعروف } صدق الله العظيم


إن من أعظم المعروف كلمة حلوة تنفذ إلى قلب المرأة فتروي عطشها


ولكن الزوج المحروم هو من يصاب بجفاف الريق لديه ..

تاملات ( 10 ) :





إن وضع الزوج لرأسه تارة على صدر زوجته ، وأخرى في حجرها ؛ ليجد في دفئها ما يمتص هموم


الحياة ، كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم


وهو جزء من الفهم العميق منهما لقوله تعالى: { ليسكن إليها } صدق الله العظيم .

تأملات ( 11 ) :



قال الله تعالى في محكم التنزيل :

{ لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشه مبينه وتلك حدود الله ومن يتعد حدود

الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا } صدق الله العظيم (الطلاق:1)

إن الذي يجري حين الغضب من خروج المرأة من بيتها أو إخراجها من قبل زوجها

مخالفة سافرة لهذا الأمر الإلهي .


وقد يقول الزوج أو الزوجة : كيف نجتمع في بيت واحد وقد جرحت وأهنت ؟

فالإجابة على ذلك في الآية نفسها : { لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } صدق الله العظيم

تأملات ( 12 ) :



كم هدمت الظنون السيئة من بيت !!..


وكم حطمت من قلب !!




يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الاختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال

وهذا كله بنص القرآن محرم قال تعالى :{ ولا تجسسوا } صدق الله العظيم

وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تحسسوا )

صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام .

تأملات ( 13 ) :


ما أجمل أن يذكر الزوجان بعضهما البعض لأذكار الصباح والمساء


وأن يجعلا ساعة في كل أسبوع لتذاكر القرآن الكريم


لأن ذلك سبب من أسباب رضى الرحمن عليهما وسبب من أسباب التوفيق في حياتهم


تأملات ( 14 ) :



قال تعالى في سورة الأنعام على لسان الكافرين :

( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ

سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) صدق الله العظيم ( 139 ).




وفي تفسير ابن كثير لهذه الآية العظيمة معاني كثيرة :


قَالَ أَبُو إِسْحَاق السَّبِيعِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي الْهُذَيْل عَنْ اِبْن عَبَّاس" وَقَالُوا مَا فِي بُطُون هَذِهِ الْأَنْعَام

خَالِصَة لِذُكُورِنَا" الْآيَة قَالَ اللَّبَن وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَقَالُوا مَا فِي بُطُون هَذِهِ الْأَنْعَام خَالِصَة

لِذُكُورِنَا" فَهُوَ اللَّبَن كَانُوا يُحَرِّمُونَهُ عَلَى إِنَاثهمْ وَيَشْرَبهُ ذُكْرَانهمْ وَكَانَتْ الشَّاة إِذَا وَلَدَتْ ذَكَرًا ذَبَحُوهُ وَكَانَ

لِلرِّجَالِ دُون النِّسَاء وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى تُرِكَتْ فَلَمْ تُذْبَح وَإِنْ كَانَتْ مَيْتَة فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء فَنَهَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ .




وهنا نقول هل عرفنا قيمة الزوجة أو المرأة عموماً في الإسلام

خصوصاً من ينتقص من كرامة الزوجة سواءً بالكلمات أو التصرفات .

تأملات ( 15 ) :

يروى أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه امرأة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :

التمس ولو خاتما من حديد ، فقال : لا أجد ، فزوجه إياها بما معه من القرآن


الراوي: سهل بن سعد الساعدي


المحدث : الإمام الشافعي






ومن هنا لا بد أن نعلم بأنه ليس المال ولا الجاه هو ما نبحث عنه في الزواج


بل الزواج أسمى من ذلك بكثير وبما به من خير


فأين من يغالون في المهور من هذا التصرف الرائع من نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم

تأملات ( 16 ) :




حاولا سؤال بعضكما البعض عما لا تعرفانه


وأشعرا بعضكما البعض بأنكما تتعلمان من بعضكما


فإن ذلك سيسعدكما كثيراً ويحسسكما بالمحبة لبعضكم أكثر


تأملات ( 17 ) :


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال : باسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ،

فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ) صدق رسول الله عليه أفضل الصلاةو السلام .


الراوي : عبدالله بن عباس

المحدث : البخاري

المصدر : الجامع الصحيح


تأملات ( 18) :



قال تعالى :


(ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى

يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )

صدق الله العظيم .

تأملات ( 19 ) :


قال تعالى في كتابه العزيز :

(يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن

الا ان ياتين بفاحشه مبينه وعاشروهن بالمعروف ) ( النساء 19 ) .


ومن هنا لابد أن نعلم بأن الزواج من المرأة صاحبة المال أو الموظفة ليس هو المشكلة

ولكن المشكلة إذا كان الزوج يريد الزواج من أجل هذا المال

دون مراعاة حق الله في الزوجة .

تأملات ( 20 ) :






عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



(لا تزنوا فتذهب لذة نسائكم من أجوافكم وعفوا تعف نساؤكم حتى إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم )


الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء