القـــــدوة في حياتنا إذا انعدمت القدوة في المجتمع
داخل إطار الأسرة ،
سيبحث الكثير عنها خارج إطار المجتمع !!وهذا ماهو حاصل فللأسف أصبح الكثير قدوته رمزاً من رموز الكفر ،
المصارعين واللاعبين والفنانين ووو
.. فانعدمت شخصيته ..
وهذا عائد لفقده القدوة الصالحة في المجتمع
واللتي تكون له الرمز المثالي ..
فإذا انعدمت القدوة في الوالدين لأنهما الأقرب ..
سيتركان المجال لقوى خارج إطار المنزل لتقوم بالدور ..
مسؤوليتنا تكمن بالذات في مجال القدوة ..
وأن ننتشل الشباب ونعيد لهم الهوية ..
نزرع فيهم حب الخير والتضحية والتكافل والمحبة والتعاون ..
نصحح مسارهم ونوجههم التوجيه الذي يحفظ تفكيرهم
وعقلياتهم من الإنحراف والتقليد ..
فعندما تُفقد القدوة يُفقد التكافل ، المحبة ،
التعاون ، الإهتمام الصحيح
وجميع المثل والقيم الإنسانية
وعندما تنعدم مثل هذه القيم والأخلاق في المجتمع
سيصبح وللأسف لنا قيم اُخرى بديلة فتتغير بها وجهات الشخصية ..
وستكون النتيجة أفراد فارغين
مطلوب منا أن نكون قدوة صالحة حتى نتمثل قول الرسول
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" لأنها هي التي ستحفظ لنا كرامتنا
عزتنا ,
قوتنا,
ديننا,
وآخرتنا
قدوتنا رسول الله
{
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا } [ سُورَةُ
الأَحْزَابِ : 21من اخلاقيات الرسولكان
النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وأكرمهم وأتقاهم، وقد وصف الله تعالى
عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وجمعها في آية واحدة فقال: "وإنك لعلى
خلق عظيم".. وهنالك مواقف وصور من روائع أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
الامانه خلق
الأمانة خلق رفيع من أخلاق النبي الكريم، اشتهر به النبي صلى الله عليه وسلم في
الجاهلية حتى كان يلقب بالصادق الأمين، ولعظمة هذا الخلق قال الله تعالى: "إن
الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"، وهذه بعض المواقف من حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم تبرهن على أهمية خلق الأمانة
ع
ن عائشة -رضي الله
عنها- في هجرة النبي قالت: وأمر -تعني رسول الله - عليًّا
أن يتخلف عنه بمكة؛ حتى يؤدِّيَ عن رسول الله
الودائع التي كانت عنده للناس. وكان رسول الله وليس بمكة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده؛ لما يُعلم من
صدقه وأمانته... فخرج رسول الله ، وأقام علي بن أبي طالب t ثلاث ليالٍ وأيامها؛ حتى أدَّى عن رسول الله
الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لَحِق رسولَ الله [1].
التواضع التواضع
خلق جليل من روائع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي اتسم بها، وضرب لنا فيها
أعظم الأمثلة على تواضعه، فكانت الأمة تنطلق به حيث شاءت، وكان صلى الله عليه وسلم
يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم
عن
أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يهدي للنبي
الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا
وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ"وكان
النبي يحبه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل:
أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه، وجعل النبي يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ".
فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي : "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ
بِكَاسِدٍ"، أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ
اللهِ أَنْتَ غَالٍ"[7].
الحلم من
أفضل ما يتحلى به المسلم خلق الحلم، وما أحوجنا إلى هذا الخلق في كثير من المواقف،
خاصة في هذا العصر الذي تتلاحق فيه الأحداث، وتتكاثر فيه الفتن. وقد ضرب لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل في هذا الخلق، وهذه مواقف من روائع خلق
الحلم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
لما
فتح رسول الله مكة جمع قريشًا فقال لهم: "يا معشر
قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم
من تراب"،
ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] الآية
كلها. ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون
أني فاعل فيكم؟" قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم.
قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[1].
الحياء المسلم
عفيف حييي، والحياء خلق له, والحياء من الإيمان، والإيمان عقيدة المسلم وقوام
حياته، ومن هنا أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته إلى هذا الخلق العظيم
قائلا: "الحياء شعبة من الإيمان". وهذه بعض مواقف من روائع خلق الحياء
في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
عن
عائشة قالت: كان رسول الله مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر،
فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم
استأذن عثمان، فجلس رسول الله وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم
تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت
ثيابك. فقال: "أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ
تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ"[5]
الرحمه المتأمل
في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنها مليئة بالكثير من الأمثلة التي تدل على
سعة رحمته صلى الله عليه وسلم، وصدق الله تعالى حين قال في كتابه: "فبما رحمة
من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"
عن
شداد بن الهاد[5] قال:
"خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا،
فتقدم رسول الله
فوضعه ثم كبَّر للصلاة، فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة
أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله وهو
ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس:
يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو
أنه يُوحى إليك. قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ
يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ
أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"[6].
الزهد حقيقة
الزهد أن تكون الدنيا في يديك ولا تكن في قلبك، فلا يضرك إذا ازدادت متاع الدنيا
لديك أو قلت، فإن محلها سيكون بمنأى عن القلب، هكذا علمنا رسول الله، وهكذا كانت
حياته صلى الله عليه وسلم.. وهذه بعض مواقف من روائع خلق الزهد في حياة الرسول صلى
الله عليه وسلم
عن جابر بن عبد الله -رضي
الله عنهما- أن رسول الله مرَّ بالسوق داخلاً من بعض العالية والناس كنفته، فمر بجديٍّ أسكَّ[1] ميِّتٍ
فتناوله، فأخذ بأذنه ثم قال: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ
أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ". فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء
وما نصنع به. قال: "أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ". قالوا:
والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: "فَوَاللَّهِ
لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ"[2]. الشجاعه الشجاعة
هي الصبر والثبات والإقدام على الأمور النافعة تحصيلا، وعلى الأمور السيئة دفعا،
وتكون في الأقوال والأفعال، وهي خصلة حميدة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم،
وضرب لنا في ذلك الأسوة والمثل، وهذه بعض مواقف من روائع خلق الشجاعة
في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
عن
أبي إسحاق: قال رجل للبراء بن عازب رضي الله عنهما: أفررتم عن رسول الله
يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله لم يفر، إن هوازن كانوا قومًا رماة، وإنا لما
لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم، واستقبلونا بالسهام،
فأما رسول الله فلم يفرَّ، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان
آخذٌ بلجامها، والنبي يقول: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ
كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"[5].
الكرم كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال في الكرم؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم
أكرم الناس خلقا، وأبسطهم يدا، وأجودهم كفا، والنماذج التي تدل على كرمه صلى الله
عليه وسلم في ذلك أكثر من أن تحصى.. وهذه بعض مواقف من روائع خلق الكرم في حياة
الرسول
عن جبير بن مطعم أنه
بينما هو يسير مع رسول الله ومعه الناس مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ
حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ فَقَالَ:
"أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ
هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً
وَلاَ كَذُوبًا وَلاَ جَبَانًا"[1].
الصبر صبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصابر طيلة عهد إبلاغ رسالته، فلم يجزع يوما، ولم
يتخل عن دعوته وإبلاغ رسالته حتى بلغ بها الآفاق التي شاء الله تعالى أن تبلغها،
وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الأسوة والمثل، وهذه بعض مواقف من
روائع خلق الصبر في حياة الرسول
عن
عبد الله بن مسعود t قال: دخلت على رسول الله
وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله، إنك توعك وعكًا شديدًا. قال: "أَجَلْ،
إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ". قلت: ذلك أن
لك أجرين. قال: "أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ،
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ
بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا"[3].
العدل العدل
خلق العظماء، وصفة الأتقياء، ودأب الصالحين، وطريق الفلاح للمؤمنين في الدنيا ويوم
الدين، تحلى به الأنبياء والصالحون والقادة والمربون، وكان أعظمهم في ذلك وأكثرهم
قدرا ونصيبا سيد العالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهذه بعض مواقف من
روائع خلق العدل في حياة الرسول
عن عائشة -رضي الله
عنها- أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلم فيها
رسول الله ؟! قالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبّ رسول الله . فكلمه
أسامة، فقال رسول الله : "أَتَشْفَعُ
فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ". ثم قام فاختطب، ثم قال: "إِنَّمَا
أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ
تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ
اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا"[1]