بسم الله الرحمن الرحيم
خلق الحياء
حديثنا اليوم عن رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام كما في
الحديث: قال ابن ماجه في سننه 4181- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا ، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ."
واعلم رحمك الله أنه على حسب حياة القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان
القلب أكثر حياءاً.. كان الحياء أتم..
**
حقيــقــة الحيــاء:
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس
المحمودة.
فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم.
**
مكانة الحيـــاء:
* الحياء صفة من صفات الله -عز وجل-:
فمن صفات الله تعالى أنه حَيِي سِتِّيرٌ، يحب الحياء والستر.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ
الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ )
*الحياء خلق الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان النبي أشد الناس حياءً، فقد كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.
*الحياء خلق الإسلام .
قال صلى الله عليه وسلم
قال ابن ماجه في سننه 4181- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا ، وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ
الْحَيَاءُ."
* إن الحياء من الإيمان بل إن الحياء والإيمان قرناء وأصدقاء لا يفترقان، قال صلى
الله عليه وسلم "الحياء والإيمان قُرَنَاء جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر "
صحيح الترغيب
**
أنـــواع الحيــــاء:
1- الحياء من الله:
المسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه؛ ويكون ذلك كما أخبر عنها نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث:(استحيوا من الله حق الحياء)،
فقال الصحابة: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: (ليس ذاك، ولكن
الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وَعَى، والبطن وما حَوَى،
ولْتذْكر الموت والْبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد
استحيا من الله حق الحياء) صحيح الترمذي
2- الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم:
والمسلم يستحي من النبي ، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم
سمحة.
3- الحياء من الملائكة:
قال بعض الصحابة إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
4- الحياء من الناس:
فالمسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه،ولا ينكر معروفًا
صنعوه معه
5- الاستحياء من النفس:
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة.
**
ثمــرات الحيـــاء:
1- أن الله يحب الحياء ، قال عليه الصلاة والسلام "إنَّ الله حَيِي يحب الحياء
والستر "صحيح النسائي
2- الحياء لا يأتي إلا بخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء لا يأتي
إلا بخير "رواه مسلم
3- الحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ,
وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ " .
4- يترتب عليه تعظيم حق الله ثم حق المجتمع.
**
كيفية التخلق بالحياء:
1- كونه أمراً فطرياً فيجب تنميته من النشأة.
2- استحضار عظمة الله, وتذكر النار, وأن من موجبات دخولها الفحش وعدم
الحياء.
3- عدم الاستخفاف بحقوق الناس, والرغبة في الكمال أمامهم.
4- مجالسة حسني الأخلاق, والاستفادة من سير المتخلقين بالحياء.
نفعنا الله وإياكم وهدانا جميعا لما يحبه ويرضاه