دراســـــــة في قصة ( انت !.... ام انت؟)
الرائع صيــــــــــــاد...
والقصة القصيرة التي تحمل روح شاعر ...
مبدئيا اشعر بخدعة الحكي .... وهو مِن اروع ما يبدعه الكُتَاب ...
الراوي يقف وينظر لشخصين .. صغيرا ممشوقا .. وعجوزا متهالكاً....
ويأخذنا الراوي في رحلة... فلاش باك...من المولد ... واول لحظة بالعمر ....
ومِن اجمل مَن فسر بكاء الرضيع ...هو صياد ... حين حكي ان الرضيع يريد ان يحلق بخياله لكن الجمع المبتسم المبارك يحجب عنه الرؤيه ...ويحرمه التطلع
ولو كتبت صفحات في توصيف المعني المتعدد لما كفاني ..واكتفي بان القديم دائما يحجر فكر الجديد ويعوق انطلاقه....
وحكاية صياد مع العلامات ... فالناس اعتادت رموز الطبيعة ... شجر وزهر ونجوم وشمس وقمر....
اما صياد فيأخذ علامات الجبر والترقيم نموزجا شارحا للموقف قبل الشعور ...
فيدخلنا المعادلة ويغلق القوس دون الحل .. فلا يمنحنا علامة = الاجابية.. والنتيجية...فهي لك وحدك
التعجب في تحفتك يعد فهما وموقفا لا اندهاشا...
والاستفهام ليس تطلعا للعلم ولا الفهم ... انما انحناءة الضعف وسلبية الموقف...
ثم نأتي للخدعة التي اظنها ....
فمع القص المتتابع يعود الفنان صياد لقبيل مرور الشارع ليوضح فكرة ...
التغيير والتعديل اللامعقول و اللا مفهوم لأنماط الحياة ...حكاية زيادة الأجور بلا سبب مفهوم ...
ثم نكتشف شيئا ...قمة المتعة... ان الراوي ...هو هو العجوز المتهالك ...يسترجع ...قصته من الولادة حتي مرور الشارع ...
وهذا الايحاء يظل صحيحا ...
لو كان الممشوق آخر القصة هو الصديق (الصغير في اول القصة)... تذكر العجوز فاسترجع نفسه وباله
اما لو كان الممشوق هو الراوي ....نفسه واصفا موقفه تجاه العلامات فهو نفسه
يختار علامة التعجب لتكون حاله وهيئته وموقفه ... بدلا من علامة الاستفهام المنحنية بغباء وسلبية وضعف العجوز اول القصة... وهو ما يؤيده عنوان القصة
.ولا خدعة في القصة
وحتي لو كان الامر كذلك
هذا ما كنت احكي عنه قبلا لياسمينا ان بامكان الكاتب ان يعطي بجملة واحده
اكثر من معني لكل قارئ بل ومعني مختلف عما يعنيه هو نفسه ...
وليس هذا فحسب بل بجملة واحدة يتغير المعني تماما...
مـــــــــــن كل قلبي .... امنحك الســــلام تحية ... وامنحك الســــلام النفسي الذي وهبتنا بقصتك....وللدراســـــــة بقية....!
حســــــــــــام ...؟