نسمه شموخ أغلى سلمى
عدد المساهمات : 10862 العمر : 33 الاوسمة: : النشاط : 11756 التقييم : 2197
| موضوع: بلقيس (ملكة سبأ) الخميس نوفمبر 19, 2009 4:52 pm | |
|
لله ما يفعل الإيمانُ الحقُّ بأهله . إنّه يصنع منهم أناساً آخرين . فإذا فتاةُ الأمس التي ترفل بنعيم المُلك تتنازل عن السطوة والأبّهة والشموخ لتسجد لله الواحد الأحد . هذه هي (بلقيس) . أوتيت من متاع الدّنيا ما يُبهر الأبصار ويأخذ بالألباب ، وحسبها أ نّها ملكة لا تُنازع في ملكها ، وتلك هي شهادة الهدهد : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْء وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ )(35) . كانت وقومها يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله ، وحينما جاء الهدهد بنبئها إلى سليمان (عليه السلام) كتب إليها ما يلي : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ )(36) . إنّها دعوة التوحيد لابدّ أن يخفق لواؤها على الكون كلّه لأنّ فيها سعادة الكون كلّه . قرأت الكتابَ مليّاً ولكنّها لم تتعجّل الردّ وهي صاحبة الكلمة الأولى في المملكة ، فلم تكن ملكة مستبدّة تستأثر بالقرارات المصيرية كهذا القرار . جمعت وزراءها واُمراءها ومستشـاريها وطرحت عليهم المشكلة التي تتعرّض لها المملكة جرّاء خطاب سليمان (عليه السلام) وطلبت مشورتهم . قالت : (يَا أَ يُّهَا ا لْمَلاَُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ )(37) . إنّها تمثِّل النموذج الشورويّ في الحكم (مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ ) فهي تستمزج الآراء وتقلّبها على وجوهها حتّى تدرك الصواب ، ذلك أنّ من شاور الناس شاركها عقولها . فجمعوا أمرهم وقالوا لها : نحن أصحاب حرب ولسنا أصحاب رأي فانظري ماذا تأمرين ونحن رهن إشارتك (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّة وَأُولُو بَأْس شَدِيد وَا لاَْمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ )(38). لقد طلبت عقولهم فأعطوها عضلاتهم ، كما يقال . أدارت بلقيس نظرها في الوجوه الصارمة فرأت أ نّها مزمعة على القتال ، ولكنّها فاجأتهم بالرأي المخالف لرأيهم .. رفضت الحرب بعدما درست كتاب سليمان دراسة وافية واعية لمراميه .. قرأت ما بين السطور ورأت أنّ دعوته سلمية والتهديد فيها تهديدٌ في حال الرفض للإستجابة لأمر الله، ورأت أنّ سليمان لا يدعو لنفسه وإنّما لإله لم تؤمن به ، فأرادت أن تتبع معه سياسة الاختبار لنواياه : (قَالَتْ إِنَّ ا لْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ )(39) . وعدلت عن أسلوب المواجهة المسلّحة إلى اتباع سبيل المصالحة والمهادنة والمساومة ، فقالت : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ا لْمُرْسَلُونَ )(40) . إنّنا ونحن نتابع خطوات هذه المرأة الحكيمة الجليلة القدر نتلمّس قدراً عالياً من رجاحة العقل والتدبير السياسيّ اللاّفت . رفض (سليمان (عليه السلام) ) هديّتها ، ولم يرض بأقلّ من أن تأتيه وقومها مسلمين وإلاّ فهي الحرب ، ولمّا علمت إصراره على اتباع رسالته التي هي رسالة الله سمعت وأطاعت هي وقومها وجاؤوه مسلمين . وهنا طلب سليمان(عليه السلام) أن يأتوه بعرشها قبل أن تصل إليه وأن تُجرى بعض التغييرات عليه بما يموّه عليها منظره (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ ا لَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهكَذَا عَرْشُـكِ قَالَتْ كَأَ نَّهُ هُوَ )(41) ومرّة أخرى تؤكِّد بلقيس أ نّها حكيمة متريّثة متلبّثة لا تتعجّل الإجابة فلم تجزم بأنّ العرش عرشها ، ولم تقل إنّه غيره ، بل قالت (كَأَ نَّهُ هُوَ ) . ولمّا دعاها سليمان (عليه السلام) إلى عبادة الله عزّ وجلّ أذعنت قائلة (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي )(42) بعبادتي الشمس (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ للهِِ رَبِّ ا لْعَالَمِينَ )(43) . ولعلّ في موقفها باصطحاب قومها ليسلموا معها دليلاً على أ نّها آمنت أعمق الإيمان أنّ عبادة الله سبحانه وتعالى فوق كلّ عبادة ، وما الشمس إلاّ مخلوق من مخلوقاته ، كسائر الكائنات الأخرى . كما يدلّل على أنّ قدرتها على قيادة قومها في المنعطفات التأريخيّة عالية جدّاً ، وأنّ استجابتهم لقراراتها ـ ثقةً منهم بحكمتها ـ عالية أيضاً . ولذا فإنّ ما يلفت النظر في هذه النجمة النسوية اللاّمعة امتيازها بعقل يفوق في تفكيره وتدبيره عقول الكثير من الرجال ، الأمر الذي يبطل الزعم الذكوري أنّ المرأة أقلّ عقلاً من الرجل . ومع أنّ العلم أثبت أنْ لا صحّة لهذه المقولة ، فإنّ ما يمكن أن نستفيده للمستقبل أنّ البيئة التي ينشأ فيها الانسان ـ ذكراً كان أم اُنثى ـ تلعب دوراً كبيراً في بناء ذهنيته ونفسيته وشخصيته ، فلو عاشت أيّة فتاة في أجواء تدعو إلى احترام التفكير العقلاني السليم ، وتؤمن بالحوار الهادئ الهادف الذي ينشد الحقيقة لا الجدال ، وترفض القمع والاضطهاد والاستبداد ، وتشجب النظرة الدونية للمرأة ، وتلقّت تربية على مستوى عال تتيح لها أن تتعلّم وأن تجرِّب وأن تبدع ، وأن تأخذ موقعها الانسانيّ اللاّئق ، لشهدنا ربّات عقول راجحة كثيرات ، كما نشهد فعلاً في هذا الميدان من ميادين العلم أو في هذا الحقل من حقول المعرفة ما يؤكِّد هذه النظرة . كما أنّ الشاب أو الرجل الذي يعيش في بيئة متخلِّفة لا تقيم للعقل وزناً ، ولا تقدِّر قيمة الفكر الناضج والمبدع والمجدّد ، ولا تحرّض على خوض التجارب الخطيرة والمشاريع الانمائية المتطوّرة ، سوف يكون خامل العقل ضعيف الرأي هزيل التفكير . فالمشكلة ليست في إمرأة أو في رجل ، بل في بيئة تحكم على هذا أو هذه بالتخلّف وبالجمود ، أو بالوعي الراسخ والعقل الراجح والنظر المستنير
| |
|
BeeBooo صاحب الطلة البهية
عدد المساهمات : 11574 العمر : 35 الاوسمة: : النشاط : 14043 التقييم : 1869
| موضوع: رد: بلقيس (ملكة سبأ) الأحد نوفمبر 22, 2009 6:11 pm | |
| فالمشكلة ليست في إمرأة أو في رجل ، بل في بيئة تحكم على هذا أو هذه بالتخلّف وبالجمود ، أو بالوعي الراسخ والعقل الراجح والنظر المستنير .. جميلة جدا القصة ورائعة جدا تلك المراة بلقيس التي كانت حقا مثالا للقوة ورجاحة الراي والعقل وصاحبة كلمة وقيادية .. سلمت يداااااااااااااااك سلمــــــــــى مع التقييييييم | |
|
يعجبني عنادي من دموعي أصنع الإبتسامات
عدد المساهمات : 5002 العمر : 33 الاوسمة: : النشاط : 6610 التقييم : 940
| موضوع: رد: بلقيس (ملكة سبأ) الأحد نوفمبر 22, 2009 6:24 pm | |
| جميلة جدا القصة
تسلم ايدك يا سلومه جزاكى الله خيراااااا | |
|
الحــوريــه صديق لامع
عدد المساهمات : 921 العمر : 32 الاوسمة: : النشاط : 1312 التقييم : 191
| |
فتاة الاسلام عطــــر الـورد
عدد المساهمات : 2993 العمر : 28 الاوسمة: : النشاط : 3549 التقييم : 539
| موضوع: رد: بلقيس (ملكة سبأ) الجمعة يناير 08, 2010 9:01 am | |
| قصة جمييييلة جدااا سلمى جزاك الله خيرا ++
| |
|
ملاااك صديق لامع
عدد المساهمات : 7104 العمر : 33 الاوسمة: : النشاط : 9108 التقييم : 838
| موضوع: رد: بلقيس (ملكة سبأ) الخميس أكتوبر 14, 2010 1:30 am | |
| جزاك الله خيرا دمت بخير وبعون الله ورعايته تحياتي لك ملاك
| |
|