وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)(ق)
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
هو حبل العاتق وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه،
وهما وريدان عن يمين وشمال.
روي معناه عن ابن عباس وغيره وهو المعروف في اللغة.
والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
وقال الحسن: الوريد الوتين وهو عرق معلق بالقلب.
وهذا تمثيل للقرب،
أي نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه،
وليس على وجه قرب المسافة. وقيل:
أي ونحن أملك به من حبل وريده مع استيلائه عليه.
وقيل: أي ونحن أعلم بما توسوس به نفسه من حبل وريده الذي هو من نفسه،
لأنه عرق يخالط القلب، فعلم الرب أقرب إليه من علم القلب،
روي معناه عن مقاتل قال: الوريد عرق يخالط القلب،
وهذا القرب قرب العلم والقدرة،
وأبعاض الإنسان يحجب البعض البعض ولا يحجب علم الله شي.
قوله تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) أي نحن أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى المتلقيان،
وهما الملكان الموكلان به، أي نحن أعلم بأحواله فلا نحتاج إلى ملك يخبر،
ولكنهما وكلا به إلزاما للحجة،
وتوكيدا للأمر عليه. وقال الحسن ومجاهد وقتادة:
(الْمُتَلَقِّيانِ) ملكان يتلقيان عملك:
أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك.