السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموضوع يتحدث عن الحب الاول. علاقة الله عزوجل بنا مبنية على الحب. مبنية على الحب من طرف واحد والطرف الثانى إما أن يحب او لايحب. لكن قبل أن يُقٌدر وجودك فى الدنيا بدأ الحب.
وحديث اليوم: قال (صلى الله عليه وسلم): "إن الله إذا احب عبداً نادى فى السموات يا جبريل إنى احب فلان فأحبه يا جبريل قال فينطلق جبريل فى أهل السماء فينادى جبريل فى أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الارض".
تعالوا نبدأ قصة الحب. "لما خلق الله الخلق كتب كتاباً فهو عندة فوق العرش أن رحمتى تغلب غضبى" أى أن الله كتب عندة أنه سيعاملنا بالرحمة بل قبل أن يخلقنا أمر القلم أن يكتب محمد بن عبد الله وأتباعه خيرالامم.
ومن حب الله لعباده أن أعد الجنة من ملايين السنين لضيافة احباءه. قال تعالى: ((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ )) (وأزلفت) إى تجهزت. ومن حب الله لنا أن أرسل لنا خير البشر محمد (صلى الله عليه وسلم). وجعل الملائكة من حملة عرشه يستغفرون لنا. قال تعالى: " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ". ثم ان الله عز وجل يقبل من عباده القليل ويرضى منهم بالقليل .
قال (صلى الله عليه وسلم): "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربه فيحمده عليها" بمعنى ان كلمة الحمد لله تجعل الله يرضى عنك.
قال (صلى الله عليه وسلم): "إذا أمّن الإمام فأمّنوا فأنه من وافق تأمنية تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه". إى كل ذنوبه منذ ولادته. ونختم الجزء الأول من هذة الحلقة بقوله (صلى الله عليه وسلم) : "إذا قال الإمام "سمع الله لمن حمده" فقولوا ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه"
أريد أن تتخيلوا معى أنطلاق جبريل ونداءه فى أهل السماء. إن الله يحب فلان فأحبوه فيكتب له القبول فى الارض. بمعنى أن كل شىء فى الارض يحبك حتى ملبسك ومطعمك حتى دابتك ومكان سجودك.
سفيان الثورى عندما ذهب لزيارة أحد أصدقائه إسمه أبو المنصور أهداه عصفور فى قفص فقال له سفيان بل أشتريه منك لأنى أريد أن أطلق هذا العصفور من قفصه. فدفع سفيان دينار لصديقه وبعدما أطلق سفيان العصفور رجع الى المنزل وصنع عشاً له عند غرفته. ثم بعدما مات سفيان يقولون فوجدنا العصفور يطير معنا يتبع الجنازه. وكنا كل يوم نذهب نزور سفيان فى القبر ونرى العصفور عند قبر سفيان. وفى يوم من الأيام ذهبنا لزيارة قبر سفيان فوجدنا العصفور ميت على قبر سفيان. أحبه العصفور لأن الله كان يحبه.
وكذلك بغله النبى (صلى الله عليه وسلم) ألقت نفسها فى البئر بعد وفاة النبى (صلى الله عليه وسلم) حزناً عليه (صلى الله عليه وسلم). ثم أن الله عز وجل ما فرض علينا طاعته إلا لأنه يريد أن ندخل الجنة. لذلك خسران من لا يعى لماذا فرض الله علينا الطاعه.
والعلماء فهموا هذا الامر لذلك قالوا: "أوجب عليك وجوب خدمته(الطاعة) وفى الحقيقة ما أوجب عليك إلا دخول جنته" لذلك يعاتبك الله عز وجل بقوله: "كيف احببت غيرى وأنت غارق فى خيرى". لذلك جعل الله ديه اليد خمسمائة دينار ولكن لو سرقت هذه اليد ما قيمته اكثر من ربع دينار تُقطع. إى أن هذه اليد التى تساوى خمسمائة دينار إذا سرقت ما قيمته ربع دينار يكون حدها القطع. وعلل العلماء ذلك بقولهم: "لما كانت امينة كانت ثمينه فلما خانت هانت" إى أنها لما كانت أمينه على حب الله كانت ثمينه فلما خانت هذا الحب هانت على الله.
الوصية:
كما أن الله إذا احب عبد أمر جبريل أن ينادى فى أهل السماء كذلك أنت إذا أحببت قل لمن تحبه أنك تحبه فى الله.
وصلى اللهم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين
السبت ديسمبر 05, 2009 1:23 pm
