l
أي عمل هام.. إلا وله حساب ، يبين ربحه وخسارته و مدخلاته ومخرجاته..
إلا حياة الإنسان فهي وحدها التي تسير على نحو مبهم لا يرى فيه ارتفاع أو انخفاض!!!
l
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا في إمساك دفتر حسابات يسجل فيه أفعاله الحسنة أو
السيئة؟ ومن ثم يعرف بين سنة وأخرى رصيده من الخير و الشر ، أو الربح
والخسارة؟
l
لو أننانسير في الدنيا دون حساب ولا عقاب ، لجاز لنا أن نتصرف دون
انتباه ، ونبعثرها كما يبعثر السفيه ماله!!
l
لكن كيف يستوي الحال ؟ وهناك حفظة يدوّنون كل صغيرة وكبيرة ويعدون كشف حساب طويل؟!
(يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها).الآية.
l
وعليه أليس من الواجب علينا استكشاف رصيد حسابنا؟!
l
إن الغفلة عن أرصدتنا نذير شؤم علينا...
والعلماء التربويون متفقون على أهمية محاسبة النفس
انفاذا لقوله
صلى الله عليه وسلم : (حاسبوا أنفسكم...) الحديث ، وقوله أيضاً: (الكيّس من دان نفسه...)الحديث
l
إن الإنسان
الأمين مع نفسه يجب عليه أن يفرد سجل واف بأخطائه، وبين فترة وأخرى يعيد مراجعتها، مما يجعله أكثر احساساً بالقدرة على
مواجهة أقسى وأعصى المشكلات، مستعيناً بعبر الماضي التي دوّنها؟!!
يقول أحد العلماء المعاصرين:
في فتوتي درجت على محاسبة نفسي،
كنت أضع برامج قصيرة للتطهر مما أحقره من صفات وأعمال، وربما
استعنت بمفكرة سنوية لملاحظة مراحل التطور..
l و إن كنت قد فشلت في آخر الأمر في استدامة هذا الأسلوب؟ والسبب أنني كنت أطلب النتائج المستحبة
بسرعة رغم أن الظروف لم تكن تسمح بذلك !!!
لقد كانت الحالة حينها لا تشير
إلى أي تقدم، كانت أشبه بملف مريض لا تتقدم حالته مع طول العناية والسهر!!
كنت كالسباح الذي يعارك أنواء عاتية ، حسبه إن وقف في مكانه أنه لم يتأخر وأنه لم يغرق، وهذا وحده نجاح ,,,
يتبعه مع الصبر الجميل احراز النجاح الكامل!!!
l
وقد فاتنيوأنا فتى يافع - أتطلع إلى الكمال والمثل العليا - هذا الدرس.!!!
l
الحق أن ترويض النفس على الكمال ، وفطامها عن الضلال ، يحتاج إلى طول رقابة وحساب، وإن عمارة دار جديدة
على أنقاض دار خربة لا يتم طفرة أوعن ارتجال...
l
فكيف ببناء نفس وتدشين مستقبل؟ هل يتحقق في غفلة؟!
l
كلا.. فلابد من حساب دقيق... فإن أردت الافادة من
ماضيك وحياتك كلها، فاضبط أحوالك وأنت تتعهد نفسك...
اضبطها في سجل أمين يحصى الحسنات
والسيئات ويتغلب على طبيعة النسيان التي جبلت عليها كإنسان!!!